آخر رؤساء جنوب إفريقيا البيض يلتقي مانديلا

في مثل هذا اليوم من عام 1990 التقى رئيس جنوب إفريقيا فريدريك دي كليرك مع رئيس حزب المؤتمر الوطني الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا. وكان دي كليرك في ذلك الوقت هو رئيس حكومة الأقلية البيضاء التي كانت تمارس أبشع أشكال التفرقة العنصرية مع الأغلبية السوداء.
وكان نيلسون مانديلا في ذلك الوقت زعيم حزب المؤتمر الوطني الذي كان يقود كفاح الأغلبية السوداء من أجل إلغاء نظام التفرقة العنصرية. وكانت سلطات الأقلية البيضاء قد اعتقلت مانديلا في مطلع السبعينيات على أمل القضاء على حركة المطالبة بإنهاء التمييز العنصري ولكن مانديلا نجح في قيادة الحركة من وراء القضبان بمساعدة قادة حزب المؤتمر الوطني في الخارج والداخل ومساندة المجتمع الدولي الذي فرض عقوبات سياسية واقتصادية ضد حكومة الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا. وأمام الحصار الدولي والضغط الشعبي الداخلي لم تجد حكومة الأقلية البيضاء مفراً من البحث عن صيغة تضمن القضاء السلمي على نظام التفرقة العنصرية. وكان وصول فريدريك دي كليرك إلى رئاسة الحزب الوطني الحاكم في فبراير عام 1989 ثم رئاسة الدولة في العام التالي تأثيراً واضحاً في الإسراع بإلغاء نظام الفصل العنصري. وكان من أول القرارات التي اتخذها دي كليرك هو الإفراج عن نيلسون مانديلا بعد أكثر من 25 عاماً قضاها وراء القضبان ثم بدأ التفاوض معه بشأن أفضل صيغة للانتقال بجنوب إفريقيا من دولة عنصرية إلى دولة ديموقراطية. ونجحت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق بشأن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة فاز فيها نيلسون مانديلا بالرئاسة وفاز حزب المؤتمر الوطني بأغلبية مقاعد البرلمان. وحصل دي كليرك على جائزة نوبل للسلام عام 1993