إسرائيل تعلن نقل عاصمتها إلى القدس الغربية

في مثل هذا اليوم من عام 1949 قرر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) نقل عاصمة الكيان الصهيوني إلى الشطر الغربي من مدينة القدس وتسميتها أورشليم القدس. وكان المستوطنون اليهود في فلسطين قد أعلنوا قيام دولة إسرائيل في الخامس عشر من مايو عام 1948 وجعلوا مدينة تل أبيب عاصمة لها لأنهم لم تكن لهم أي سيطرة على القدس بشطريها الشرقي والغربي في ذلك الوقت.
وتمكن اليهود من السيطرة على الشطر الغربي منها خلال حرب 1948 ضد الجيوش العربية. وفي عام 1949 أعلن الإسرائيليون نقل العاصمة إلى القدس الغربية التي كان يفصلها خط وهمي عرف باسم الخط الأخضر عن القدس الحقيقية أو التاريخية. ولم تعترف أي دولة من دول العالم بالقدس عاصمة لإسرائيل في ذلك الوقت على أساس أن قرار الأمم المتحدة الخاص بتقسيم فلسطين بين الدولتين العربية واليهودية نص على المكانة الخاصة للقدس بحيث لا تكون خاضعة لسيادة أي من الدولتين.
ورغم إعلان نقل العاصمة العبرية إلى القدس الغربية فإن أغلب مؤسسات الدولة والشركات الكبرى في إسرائيل ظلت في تل أبيب حيث كان الشطر الغربي من القدس في مرمى نيران العرب الذين خرجوا من حرب 1948 بالسيطرة على الضفة الغربية بما فيها القدس. وبعد حرب الخامس من يونيو عام 1967احتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة ضمن الأراضي العربية التي احتلتها في هذه الحرب التي عرفت باسم حرب الأيام الستة.
وبعد ذلك أعلنت الحكومة الإسرائيلية ضم القدس الشرقية إلى إسرائيل واعتبار مدنية القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وهو ما لم تعترف به أيضا أي من دول العالم.ومنذ احتلال إسرائيل للقدس تقوم الحكومة الصهيونية بتنفيذ سياسة منظمة لتهويد المدينة المقدسة بهدف خلق واقع ديموجرفي وسياسي جديد يتيح لها الإبقاء على سيطرتها على المدينة في أي تسوية نهائية مع الفلسطينيين.
ورغم القيود التي يفرضها اليهود على فلسطيني القدس في كل شيء فإن المقدسيين متمسكون بالبقاء في المدينة التي يوجد بها أكثر من مائتي ألف فلسطيني.
وتشمل أنشطة التهويد تسكين آلاف اليهود في الشطر الشرقي من القدس أو ما تعرف باسم البلدة القديمة وإحاطة المدينة المقدسة بسياج من المستوطنات اليهودية التي تقام على أراضي الضفة الغربية المحتلة بهدف فصل المدينة عن باقي أراضي الضفة الغربية وإبعاد آلاف الفلسطينيين منها بحجج شتى، ومنع الفلسطينيين من بناء منازل جديدة لهم أو حتى بناء ما تهدم منها. وتعتبر قضية القدس أخطر محاور الصراع العربي الفلسطيني وأشدها تعقيدا.