|
|
انت في
|
|
كتبت الأخت شيخة بنت عبدالرحمن الصالح موضوعاً في عدد الجزيرة 11760 وتاريخ 27 من شوال 1425هـ وكان بعنوان (وداعاً أمي). وفي الحقيقة ان الأخت قد كتبت عن أغلى وأثمن وأجمل شيء في الوجود، كتبت عن الأم وفراقها فأجادت. وحقيقة يعجز القلم ويقف حائراً عندما يكتب عن شيء غالٍ وثمين لأنه وببساطة لن يوفيه حقه مهما بلغ من العلم والثقافة والأدب. وتتبعثر الكلمات وتضيع ويكتب المرء بدمع عينه بدلا من مداد القلم، وينزف دماء قلبه على الورق وتتحول التعابير إلى مزيج من الحزن الدفين والألم القابع خلف نياط القلب، وتنسكب الآهات حرّى لتحيل الورق الى جمر يتلظى تحت ريشة القلم. نعم هذه هي الحقيقة.. أمي كانت كل شيء لي في حياتي وستبقى كذلك بإذن الله. هي ملهمتي في وجودي، نبراسي في طريقي، شمعتي التي تضيئ لي دربي المظلم، نافذتي التي أستنشق منها هواء حياتي، أنيستي في غربتي، رفيقتي في وحدتي، سميرتي في ليلي القاتم، تاج على رأسي أفاخر بها كل العالمين. أعذريني أمي إن قصّرت يوما فالابن لابد وأن يقصّر ويعق مهما كان باراً ومهما أعتقد أنه وصل الى الكمال. فحقك عظيم لا يمكن أن أصل إليه أبداً حتى وإن نَحتُّ في الصخر وحملتُ من أجلك عظيم الجبال. أمي تقاذفت بنا أمواج الدنيا ولطمتنا الأعاصير وساقتنا الرياح الى طريق لا ندري ما نهايتها.. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |