كان علينا نحن كأمة الإسلام والحضارة أن نتريث وألا نقع في المحظور والخطأ وإلا كيف نعد أنفسنا بأننا خير أمة أخرجت للناس؟
حقيقة كيف يستطيع قلمي أن يصور تلك الأمة التي لها تاريخ حضاري قديم وهي ترتقي وتتبع تعاليم الإسلام بحذافيرها؟ أما آن الوقت حتى نراجع أنفسنا ونعطي الكثير بأثرة بلا منٍّ أو تفضل؟
متى نترقى ونحن نتدافع في الأماكن العامة دون احترام لبعضنا وكل منا يأخذ دور غيره بقوة الجبر والتعنت وندعي أننا وطن الحضارة من شرقها إلى غربها؟
ولا عجب ونحن نقيس المسافة التي تفصلنا عن الآخرين ونراهم من مجهر الدونية والتعالي ولا نطبق مبدأ الخلق والسماحة بل ننهج منهجاً واحدا
(أنا ومن بعدي الطوفان)!
ما أكبر صرح تلك الحضارة ونحن نعزز ونتعلم ونعلم صغارنا ونرسم لهم شعارات باهتة (الحب والعطاء) كما الأنا نمارسها بحذافيرها دون مراعاة لمشاعر الغير ونأخذ ولا نعطي والسائد قوة الذراع!
ما أروعها من حضارة ونحن نعترض الطريق ونتعدى ويأخذ صغيرنا دور كبيرنا ونصفع ونتجاوز وننتهك جرائم كبيرة دون عين الرقيب (الضمير) الغارق في الأحلام الوردية!
غريبة عنا تلك الحضارة بل نحن غرباء عنها ونحن نأخذ ما ليس لنا ونتعلم أن السرقة طريق لسد الرمق ولاشباع الحاجة!
كيف يتعذر علينا أن نقيس مبدأ الحضارة وسياسة الاستحواذ ونحن نسلب حقوقاً ونهمل حقائق في زمن لا نستطيع إلا أن نسميه زمن الجدب واختلاط المفاهيم العامة والسائدة، وسط معمعة من الضباب المتكاثف!
وكما قال الاستاذ ابراهيم التركي:
لا تقف المرارة عند سلب حق أو إهمال حقائق بل في إضفاء مشروعية دون - مشروع - على تجارب فشلت ودعاوى توهمت فإذا الخطأ منطق والهوى اعتدال ولا زالت الحضارة العربية في مجتمعنا العربي مكرسة جل جهدها في قضية السيطرة بل النفوذ ونحن نبحث عن مفردات أجدادنا وسط معمعة الفكر، والتقاليد وتسود بيننا ثقافة الاختلاف فلا صوت لمنطق العقل، وبذلك تاهت موازين حضارية ونتدافع في فلك الاختلاف إلى أن ندرك حقيقة واحدة أن الأرض يوما ما ستتوقف عن الدوران وان الخير والشر خصمان والحب والجمال فضائل لن تندثر!
مرفأ
هناك الكثير من الأسئلة التي أسدل عنها الستار
سؤال الإنسان الذي يحيا في عصر القهر والألم.
|