لا يألو الدفاع المدني السعودي جهداً في سبيل حماية السكان من الأخطار، وحماية الممتلكات العامة، وحماية الممتلكات الخاصة، ومكافحة الحريق وأخطاره، والحماية من أخطار الحروب والكوارث، وإغاثة المنكوبين والإسعافات، وحماية مصادر الثروة الوطنية، وتأمين سلامة المواصلات والاتصالات، وتأمين سير العمل في المرافق العامة.. كل ذلك يؤكد على دوره الرائد بما يتضمن من مفهوم شامل إلى تنفيذ سياسات الدولة في حماية المواطن من كافة الأخطار.
ولضمان القدرة على تحمُّل هذه المسؤوليات فإن الدفاع المدني يمارس الكثير من الأنشطة المكمِّلة لتحقيق أهدافه النبيلة من خلال عقد المؤتمرات.. فالمتابع عن قرب للمؤتمر الذي نظمه الدفاع المدني بعنوان (سلامة المنشآت) خلال الفترة من 23 إلى 25 شوال 1425هـ، بمنطقة المدينة المنورة ورعاه نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير المنطقة، يدرك حقيقة ما تقوم به وزارة الداخلية من مواصلة البذل والعطاء لأجيال الحاضر والمستقبل لحمايتهم، بعد الله، وحماية مكتسباتهم التنموية والحضارية.. وهو ما عبَّر عنه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، بقوله:
(إن ما تحقق من إنجازات في مجال الدفاع المدني - شأنه شأن باقي أجهزة الدولة كلها - منذ بداياته الأولى على يد المؤسس الأول - رحمه الله - الملك عبد العزيز آل سعود حتى أصبح الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، صرحاً شامخاً لهو خير شاهد على أن ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين إنما هو عمل لوجه الله، وفي سبيل توفير حياة آمنة مستقرة لهذا البلد الكريم).
لقد أصبحت إنجازات الدفاع المدني يشهد بكفاءتها القاصي والداني، ومن خلال هذا المؤتمر، بالتحديد، يتضح الاعتماد على التخطيط السليم الذي يعمل به الدفاع المدني لإنجاز المهام المنوطه به ومنها حماية المنشآت.
فقد تناول المؤتمر مجموعة من المحاور: السلامة الصناعية في المنشأة الصناعية والتجارية الكبرى وشروط ومتطلبات وإجراءات السلامة الوقائية من منشآت القطاع العام وخطط الطوارئ والإخلاء والإسعاف في حوادث المنشآت إضافة إلى الضوابط واللوائح المقترح تطبيقها لضمان توفير السلامة في المنشآت الخاصة والعامة، وخصوصاً في هذه الفترة الزمنية التي تتعرَّض لها بعض المنشآت بأعمال سواء أكانت مقصودة أو غير مقصودة.
ومنذ أمد بعيد والدفاع المدني مستوعب لمسؤولياته تماماً فعمد إلى وضع لائحة مطبقة لقواعد السلامة وسبل الحماية الواجب اتباعها في مواقع الإنشاءات، والتي صدرت بقرار سمو وزير الداخلية ورئيس مجلس الدفاع المدني رقم 10-ك-و-1 دف وتاريخ 23-3-1410هـ، وتسمح لهم معها بامتلاك المعرفة والتصدي الذي يساعدهم على أداء وظيفتهم تجاه حماية المنشآت.
ومن الجدير بالذكر أن إدارة المؤتمرات والندوات بالمديرية قد نفذت داخل المملكة حتى الوقت الحاضر عشرين مؤتمراً، منذ عام 1405هـ، وكان المؤتمر الأول تحت عنوان: (البداية) وحتى هذا العام، مؤتمر (سلامة المنشآت).. ليؤكد أن الدفاع المدني دائم التطلع إلى تحسين مستوى خدماته على النحو الذي يحقق سلامة الوطن.. وليس ثمة شك في أن اهتمام المديرية العامة، بقيادة المدير العام للمديرية العامة للدفاع المدني اللواء سعد التويجري، يمثِّل هذا المؤتمر دليلاً قاطعاً على حرصها على تطبيق نظام الدفاع المدني، والوقاية من الطبيعة وكوارثها والأقدار وحوادثها، لتحقيق أعلى مستوى من السلامة.. كما ترجع أهمية عقد مثل هذا المؤتمر إلى أنه قد توصل إلى توصيات ستساعد، بمشيئة الله، في وضع الخطط المستقبلية والبرامج الطموحة والعمل على تنفيذها، بحيث تزول تلك النظرة السطحية التي ترى أنه بهيئاته الثلاث: مجلس الدفاع المدني، والمديرية العامة للدفاع المدني، ولجان الدفاع المدني، عبارة عن (فرق مطافئ) أو أن أداء عمله لا يقوم على الأسس العلمية والعملية المجرَّبة.
إننا نحمد الله على ما وفق إليه جهاز الدفاع المدني السعودي من تنمية للعقول عبر المؤتمرات المتلاحقة، وتطور في الخدمات والإمكانات المستمرة التي أصبحت، دون رياء أو شك، تضاهي الإمكانات العالمية في كثير من دول العالم وخصوصا المتقدمة.. وان حكومتنا الرشيدة الواعية لا تستكثر شيئاً - وإن كثر - لتحقيق الأمن والسلامة والاستقرار للوطن والمواطنين.. آخذة بأسباب التوكل على الله وبالأساليب العلمية والتقنية الحديثة التي سبقت إليها الدول المتقدمة.
|