* الرياض - الجزيرة:
صدرت عن الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الطبعة الخامسة من كتاب (المراجعات)، وذلك نظراً للإقبال الكبير الذي شهده الكتاب من مختلف فئات المجتمع على اختلاف أعمارهم، وأجناسهم وثقافاتهم، وكذا المقيمون في هذه البلاد المباركة، وتلبية للطلبات الواردة للوزارة وتحقيقاً لرغباتهم.
وكانت الوزارة ممثلة في الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام أصدرت الطبعة الأولى من كتاب (المراجعات) في نهاية العام الماضي (1424هـ)، حيث استهلت به إصداراتها من السلسلة التوعوية التي تعتزم إصدارها بصفة دورية منتظمة. ويتضمن الكتاب نصوص المقابلات التلفازية التي أعلن خلالها ثلاثة من المشايخ هم: علي الخضير، وناصر الفهد، وأحمد الخالدي تراجعهم عن عدد من الفتاوى التي قد يكون استند إليها عدد من المتطرفين والمخرّبين للقيام بالأعمال الإرهابية التي أودت بحياة الكثير من المواطنين والمقيمين في مدينة الرياض وغيرها.
وتهدف الوزارة من إصدار كتاب (المراجعات) إلى عرض تجربة المشايخ الثلاثة أصحاب المراجعات كما يروونها هم بأنفسهم ليستفيد منها الشباب الذين ربما يكونون قد انساقوا وراء بعض الفتاوى التي لا تستند إلى دليل شرعي من القرآن الكريم والسنَّة المطهرة بقدر ما هي اجتهادات فردية لأصحابها يعتريها الخطأ. ومن هذا المنطلق حرصت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمتابعة وبتوجيه من معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على أن تعرض نصوص هذه المراجعات كما أدلى بها أصحابها دون أدنى تدخل في مضمونها سوى ما يتعلق بتلافي التكرار وما يستلزمه الاختلاف بين الإعلام المقروء عن الإعلام المرئي المسموع، بهدف بيان فضل الرجوع إلى الحق، والتأكيد على ضرورة أخذ الفتيا عن العلماء الراسخين في العلم ولا سيما في المسائل الجوهرية التي تمس أصول الدين، وثوابت العقيدة مثل التكفير، والجهاد، وطاعة ولاة الأمر والدماء المعصومة، بعدما أثبتت الأحداث الأخيرة بما لا يدع مجالاً للشك أن الفتيا في مثل هذه المسائل بغير علم تفتح أبواباً واسعة للفساد وإشاعة الفوضى، وقد يستند إليها بعض المغرضين للإيقاع بالشباب في دائرة الغلو والتطرف.
وطالب المشايخ الثلاثة أصحاب المراجعات عبر صفحات الكتاب - التي تجاوزت مائة صفحة - أن يستفيد الشباب من تجربتهم، وأن يتركوا الفتوى في مثل هذه المسائل للعلماء الراسخين في العلم، وأن ينبذوا العنف وحمل السلاح، حيث لا مبرر شرعياً لذلك في بلاد الحرمين الشريفين التي تطبِّق شرع الله في كل أمورها، كما أعلنوا خطأ اجتهاداتهم في مسائل الخروج، ودفع الصائل، وقتل المستأمنين والمعاهدين.
وقد ضاعفت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعد أعمال التفجير الإرهابية التي وقعت في الرياض في شهر ربيع الأول 1424هـ من الأعمال الدعوية في المساجد والجوامع، حيث قامت بتنظيم سلسلة من المحاضرات، والكلمات الوعظية، والندوات، إلى جانب خطب الجمع التي غطت مجموعة من المسائل التي تستهدف تنوير المسلمين وتبصيرهم وتحذيرهم من الأفكار المنحرفة والآراء المتطرفة التي تزعزع إيمان المسلم، وتهدد كيانه ووحدته وتفاعله الواعي والمفيد في داخل مجتمعه.
|