* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
وصل إلى مكتب (الجزيرة) رسالة من رهائن الأقصى، قادة الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948م، القابعين في معتقل الجلمة اليهودي، أكدوا فيه أنهم بدأوا بالفعل إضرابهم المفتوح عن الطعام من يوم الجمعة الماضي، وتعرض (الجزيرة) النص الحرفي للرسالة:
أولاً: لأنه قد مضى على اعتقالنا أكثر من عام ونصف العام، وقد بات واضحاً للقاصي والداني أن محاكمتنا ما هي إلا مهزلة سياسية مفضوحة، قد أشرف على حبكها علية المتنفذين في المؤسسة الإسرائيلية، بداية من رئيس الحكومة شارون، ومرورًا برئيس الدولة العبرية قتصاب، ووزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المخلوع، تساحي هنغفي، وانتهاء بجهاز المخابرات.
ثانياً: ولأنه قد بات واضحاً أن محاكمتنا ليست محاكمة لأشخاصنا فقط، ولا لبعض مؤسسات الحركة الإسلامية فقط، بل هي محاكمة لقيم القرآن وأركان الإسلام، وتحديداً محاكمة للزكاة، وهي ركن من أركان الإسلام الخمسة، ومحاكمة للصدقة وإغاثة الفقير وكفالة اليتيم وعون المريض والدعوة إلى الله وإقامة المؤسسات الخيرية الإنسانية التي هي من روح القرآن، ثم هي بعد ذلك سعي مخابراتي إسرائيلي قبيح لمحاولة وصم كل ذلك بالإرهاب.
ثالثاً: ولأنه قد تطوع شارون بنفسه لإدانتنا من خلال تصريحاته الكاذبة والتي لا يزال يدعي فيها أن إيران تسعى لتجنيد عملاء لها من العرب الفلسطينيين في الداخل بواسطة الحركة الإسلامية!! وكل هذا الكذب لا يزال يروجه قبل أن يقول القضاء كلمته الأخيرة في محاكمتنا.
رابعاً: ولأنه قد تطوع رئيس الدولة العبرية، قتصاب، بنفسه لإدانتنا والتشهير بنا وذلك عبر همزه ولمزه بالحركة الإسلامية وقيادتها وخاصة، من خلال زعمه أن الأقصى ليس في (خطر)، خلال الإفطار الجماعي الذي كان في تاريخ 5-11-2004م خلال شهر رمضان القريب والذي دعا إليه كل قيادة الوسط العربي.
خامساً: ولأنها قد تطاولت المؤسسة الإسرائيلية في ظلمها وها هي قد بدأت تطالب بإخراج الحركة الإسلامية أو بعض مؤسساتها عن القانون قبل أن يقول القضاء كلمته الأخيرة في محاكمتنا.
سادساً: ولأننا قد عانينا من الظلم الصارخ منذ أول لحظة من اعتقالنا وما زلنا نعاني من هذا الظلم، لأن المؤسسة الإسرائيلية ما زالت تصر على اعتقالنا لفترات استثنائية غير محدودة متسترة بالمحكمة العليا.
سابعاً: ولأنه لم يبق أمامنا خيارات كثيرة، سيما وقد غاب صوت العدل في محاكمتنا نهائياً، وباتت المخابرات الإسرائيلية هي التي تملي المواقف رغماً عن الجميع باسم القانون.
ثامناً: على ضوء كل ذلك واستنكارًا منا لهذه السلسلة من الإجراءات الرسمية الظالمة التي لا تزال تمارس ضدنا، وإصرارًا منا على رفضها وفضحها وفضح القائمين عليها فإننا نعلنها صريحة بلا تراجع، إننا نحن (رهائن الأقصى) المعتقلين في معتقل الجلمة سنبدأ بإضراب مفتوح عن الطعام بداية من تاريخ 10-12-2004م، على أمل أن يرتفع صوت العدل بعد أن غاب عن قضيتنا أكثر من عام ونصف العام!!، وإنها لمعركة أمعاء خاوية إصرارًا منا على الانتصار للقرآن الكريم وقيم الإسلام العظيم، وإصرارًا منا على كسر عصا هذا النهج المخابراتي الإسرائيلي القبيح التي ارتفعت على الحركة الإسلامية اليوم، وقد ترتفع على غيرها من القوى السياسية الحرة في مسيرة مجتمعنا العربي الفلسطيني في داخل فلسطين المحتلة عام 1948م.
تاسعاً: وأخيرًا نرى من الواجب أن نؤكد أننا في الوقت الذي نعلن فيه عن هذا الموقف، فإننا ندعو كل وسطنا العربي الفلسطيني في الداخل الفلسطيني على صعيد قواه الشعبية والحزبية، وفي مقدمتها لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية أن يساندوا إضرابنا مساندة عملية جادة، لأنه موقف لا نحرص من خلاله على تحقيق مصالحنا الشخصية ولا الحزبية، بل نحرص من خلاله على تحقيق مصلحة جماهيرية عامة لكل مجتمعنا بدون استثناء.. باحترام.. رهائن الأقصى - معتقل الجلمة اليهودي.
|