Sunday 12th December,200411763العددالأحد 30 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

العدد (391) 3 - 4 - 1392هـ الموافق 15 - 5 - 1972م العدد (391) 3 - 4 - 1392هـ الموافق 15 - 5 - 1972م
في قصة الأسبوع الإذاعية
المشهدي يكتب قصة بلا عنوان

يعتبر محمود عيسى المشهدي أحد الرواد الأوائل، في كتابة القصة القصيرة في المملكة، بشكلها الحديث، وإن كان الطابع التعليمي الإرشادي يظهر على السطح، عند أول مبرر لذلك، مما يخفف من حدتها التأثيرية.
وآخر ما نشر للمشهدي، كانت قصة إذاعية، لم يذكر لها عنواناً، وهذه نقطة تسجل عليه، أو على المشرف الصديق محمد المنصور، لا أدري أيهما الذي نسي.
لكن انتحار الدموع في صوت دنيا بكر يونس المذيعة التي قرأت القصة، أعطى لها وقعاً جيداً، خاصة أن الخطوط العريضة للحدث.. كانت تلائم صوت دنيا، التي استطاعت أن تكيف صوتها، حسب جو القصة، التي اندمجت معها، بعد قراءة المقدمة اندماجاً واضحاً.
فالقصة - تحكي عن فتاة تعيسة، تموت والدتها، ويعتبرها والدها شؤماً عليه، وكذلك زوجة أبيها - فيما بعد - العاقر.
والدها يعمل دلالاً، يبيع أشياء غيره.. ليقبض أجرة زهيدة على ذلك.. زوجة أبيها تعمل دلالة ولكن على أجساد البشر، خاطبة يهمها إتمام الصفقة وأخذ العمولة.. مهما كانت النتائج.. خصوصاً أن الطرفين لن يعرفا بعضهما إلا في ليلة الزفاف، أو على حد تعبير الأستاذ المشهدي (عندما تسقط الفأس على الرأس).
هذه الزوجة، كانت تراقب اكتمال الأنوثة في جسد ابنة زوجها حتى إذا رأت الوقت ملائماً، أتمت بها (صفقة) جديدة فباعتها إلى كهل في السابعة والخمسين، متزوج وله أولاد عمرهم في ضعف عمرها.
ويؤزم الموقف شعور هذه الفتاة، بأن هذا الرجل لا يود تكوين عائلة من زواجه بها، لأنه يملكها، ولكن هدفه الأول والأخير، هو المتعة.
يسرد الأستاذ المشهدي، هذه القصة بأسلوب مشوق، تشم فيه رائحة المصلح الاجتماعي، من خلال الترادفات التأكيدية التي يركز عليها، والتي يمكن الاستغناء عنها في مجال القصة القصيرة على الأقل.
(طريق الدموع، طريق النهاية، طريق الضياع) أو (لينتشلني، ليختطفني، ليتزوجني).. كل هذا بعد مقدمة طويلة، تخاطب بها الفتاة هواة (التجمع) في الأعراس للمشاركة، دون أن يعرفوا أنهم كثيراً ما يشاركون، ولكن في إهالة التراب على الطرف الخاسر، في عقد غير متكامل، تبرمه خاطبة، ورغبة في مصلحة شخصية.
والقصة أخيراً، لو أنها خلت من بعض العبارات التقريرية المباشرة، والترادف في بعض الموافق..
لاكتملت لها أسباب الجودة.. التي تميز معظم إنتاج الأستاذ المشهدي، ولعل الفرق بين القصة المذاعة، والقصة المكتوبة، يكون مبرراً لبعض (الهنات) التي ذكرت.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved