Sunday 12th December,200411763العددالأحد 30 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

10-4-1392هـ الموافق 23-5-1972م العدد (392) 10-4-1392هـ الموافق 23-5-1972م العدد (392)
ما وراء السطور
يكتبها: محمد علي عثمان

في الأسبوع الماضي قرأنا حديث المربي الكبير الأستاذ إبراهيم الحجي وكيل وزارة المعارف المساعد بجريدة الرياض: النشاطات الكشفية الرياضية.. لا تؤثر على سير دراسة الطلاب، وأوضح سعادته في هذه السطور لنا بالعلم والتجربة أن هذا يضاعف نشاط الطلبة العقلي.. ونتناول الآن بالتحليل العلمي ما وراء هذه السطور.
ذلك لكي يطمئن أولياء الأمور على أبنائهم، ولكي يعرف الذين يقولون خلاف ذلك أن هذه المهرجانات الكشفية والرياضية التي سارعوا إلى مشاهدتها بمختلف المناطق التعليمية وثيقة الصلة بالأمور التربوية، إذ إنها مبنية على الميل الفطري الذي يتجلى في الأطفال جميعاً على حد سواء لإصدار تلك الأفعال والحركات التي نسميها باللعب، واللعب في حد ذاته مدرسة تعد فيها الطبيعة أبناء اليوم ليكونوا رجال الغد فهو وسيلة لإعداد الطفل وتمرينه على حياة الكبار. وفي المهرجانات الكشفية مجال كبير ليظهر الطفل شخصيته ويدرب مواهبه فترقى هذه المواهب في جو صالح. كما أن الألعاب الجماعية التي رأيناها ضمن هذه المهرجانات الكشفية تمثِّل الحياة بما فيها من منافسة وتعاون وتضحية ونضال وإنكار الذات واعتماد على النفس، ولقد رأينا في منطقة سدير لدى استقبال سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في زيارته الثانية كيف كانت الفرق الكشفية على طول الطريق في البلاد الواقعة على جانبيه تتعاون جميعاً وتتنافس فيما بينها، وإن كانت جميعاً قد حققت بإشراف القائد الكشفي نجاحاً منقطع النظير، هذه المهرجانات الكشفية ترتبط عن طريق اللعب بالمراحل التربوية في حياة الطفل، إذ إن وحدة الوجدان تجعلهم دائماً جماعة متعاونين متفوقين في أعمالهم وفي دراساتهم، في بيوتهم وبين أقرانهم، وليس هذا بعجيب، فتعاليم الكشافة مستمدة أصلاً من تعاليم الإسلام، وطبيعة الكشافة مستمدة أصلاً من الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
وإنني إذ أرى هؤلاء الفتيان - الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى - في المهرجانات الكشفية فإنني أرجع بذاكرتي إلى الماضي.. إلى ثلاثين سنة مضت.. إلى ما وراء السطور، لأرى نفسي بين أفراد الكشافة ثم أعكس منظاري إلى الاتجاه الآخر إلى المستقبل لأرى هؤلاء الأشبال الذين يلعبون الآن أمامنا، وقد صاروا رجالاً، منهم الطبيب ومنهم المهندس، منهم المخترع، ومنهم المفكر، يعملون جميعاً في سبيل رفعة هذا الوطن الإسلامي.
إن الألعاب بأشكالها المختلفة تعتبر ميلاً من أقوى الميول الفطرية أثراً وأكبرها قيمة في التربية، فضلاً عن أنها وسيلة إلى راحة الجسم والعقل.. حقاً إن اللعب يصحبه سرور، والسرور يدفع للعمل، والعمل يدفع للإنتاج، والإنتاج يدفع للتقدم {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved