في مثل هذا اليوم من عام 1913 أصدر الوالي العثماني في فلسطين قرارا بالاعتراف بتدريس اللغة العبرية رسمياً في المدارس بفلسطين بسبب ضغوط مارستها الدول الغربية على الدولة العثمانية. وكانت أنظار اليهود قد بدأت تتجه إلى فلسطين من أجل التجمع فيها وإقامة وطن قومي لهم بها على حساب الشعب الفلسطيني الذي يعيش في هذه البلاد منذ آلاف السنين في أواخر القرن التاسع عشر عندما أسس تيودور هيرتزل مؤلف كتاب (الدولة اليهودية) المنظمة الصهيونية العالمية عام 1897 من أجل تحقيق حلم دولة إسرائيل. وبالفعل بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين أواخر القرن التاسع عشر ونشط اليهود في شراء الأراضي سواء من الأفراد أو السلطة العثمانية في ذلك الوقت بفضل الدعم الذي كانوا يحصلون عليه من أثرياء اليهود في أوروبا. ورغم أن الفلسطينيين كانوا يشكلون أكثر من 95 في المئة من إجمالي سكان فلسطين مع نهاية القرن التاسع عشر فإنهم بدأوا يشعرون بالقلق من الهجرة اليهودية. وفشلت محاولاتهم التصدي للهجرة حيث كان اليهود يعملون سراً وعلانية من أجل تكثيف هذه الهجرة مستخدمين كل الأسلحة. في الوقت نفسه كانت الدولة العثمانية تلفظ أنفاسها الأخيرة حيث تمكنت جماعة الاتحاد والترقي العلمانية التركية من فرض قبضتها على الحكم في تركيا عام 1904 مما ألحق ضررا كبيرا بفلسطين بسبب النفوذ اليهودي القوي لدى هذه الجماعة منذ تأسيسها.و جاء الانتداب البريطاني على فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية ليفتح الباب واسعا أمام اليهود ليهاجروا إلى فلسطين ويستولوا على الأرض بالشراء أحيانا وبالتخصيص من جانب سلطة الانتداب أحيانا اخرى خاصة أن الحكومة البريطانية كانت قد أصدرت وعد بلفور عام 1917 تتعهد بموجبه بمساعدة اليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
|