في مثل هذا اليوم من عام 1996 تعرض عدي صدام حسين النجل الأكبر للرئيس العراقي السابق صدام حسين لمحاولة اغتيال فاشلة، ورغم فشل محاولة الاغتيال فإن العدد الكبير من الرصاصات التي استقرت في جسده أدت إلى إصابته بإصابات جسيمة استمر علاجها سنوات دون أن يشفى من آثارها تماماً.ولد عدي صدام حسين عام 1964 وهو واحد من خمسة أطفال أنجبهم صدام حسين وهم ولدان وثلاث بنات.
اشتهر عدي بفساده الأخلاقي والسياسي والاقتصادي خاصة خلال السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة من عمر نظام صدام حسين بعد حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991م، فخلال تلك السنوات تحدثت تقارير صحفية ومخابراتية عن انحرافات عدي صدام حسين الذي كان والده يعده لخلافته فشغل العديد من المناصب المهمة منها رئاسة اللجنة الأولمبية بالإضافة إلى السلطات غير الرسمية الكبيرة التي كان يتمتع بها.وذكرت التقارير أن محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها والعاهة المستديمة التي أصيب بها بعدها أدت إلى تراجع حظوظ عدي في خلافة والده ليبدأ نجم شقيقه الأصغر قصي في الصعود.وفي عام 2000 انتخب عدي عضواً في المجلس الوطني العراقي أو البرلمان دون أن يتمكن من حضور جلساته لأكثر من ثمانية أشهر بسبب ظروفه الصحية الناجمة عن محاولة الاغتيال، وكان عدي قد قتل حسين كامل وصدام كامل زوجي شقيقتيه رغد ورانا عام 1996 بعد فرارهما إلى الأردن وانشقاقهما عن نظام صدام حسين حيث تمكن صدام من خداعهما وإقناعهما بالعودة إلى الوطن والعفو عنهما، وعندما عادا قتلهما عدي، وفي عام 1998 قتل عدي حنا جاجو الشخص المكلف بتذوق طعام صدام حسين خوفاً من تعرض الرئيس للقتل بالسم وأحد أكثر الأشخاص الذين كان صدام حسين يثق بهم.وقد أقدم عدي على هذا العمل انتقاماً من جاجو بسبب الدور الذي لعبه الرجل في زواج صدام حسين السري من سميرة شهبندر.
وكان عدي المسيطر الأول على الإعلام في العراق حيث كان يرأس صحيفة بابل ومجلة الرافدين وقناة تلفزيون الشباب.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 ثم انهيار نظام صدام حسين في التاسع من إبريل عام 2003 اختفى عدي مع باقي رموز النظام العراقي في الوقت الذي رصدت فيه الولايات المتحدة مكافأة قدرها 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه أو اعتقاله، ومبلغاً مماثلاً لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على شقيقه قصي.
ونجحت الدولارات الأمريكية في إغراء أحد أقرب الأشخاص إلى الشقيقيين عدي وقصي حيث كانا يختبئان في منزله بالموصل ولكنه أبلغ القوات الأمريكية عنهما.وفي 22 يوليو عام 2003 هاجمت مئات من القوات الخاصة الأمريكية مخبأ عدي وقصي ودارت معركة عنيفة بين الجانبين انتهت بمقتل عدي وقصي ومصطفى حفيد صدام حسين الذي كان في الخامسة عشرة من عمره تقريباً.
|