قد يجهل بعض الناس أن المملكة العربية السعودية تحتل مرتبة متقدمة جداً بين الدول العربية والإسلامية في حجم المخطوطات الأصلية فهي تحتل مرتبة متقدمة بين الدول التي كانت الخلافة الإسلامية فيها قروناً طويلة وكانت هذه الدول محطة جذب للمخطوطات على قرون طويلة فالمملكة ضمن الخمس الدول الإسلامية الأكبر في حجم التراث الخطي مع دول مثل العراق وتركيا ومصر والسعودية مرشحة لأن تتقدم لكونها في العقود الأخيرة أصبحت محط جذب تجار المخطوطات من كل العالم.
والسعودية تشهد عناية كبيرة بهذا الجانب ويصدر بين كل فترة وأخرى عن الجهات العلمية والجامعات السعودية والمراكز البحثية فهارس للمخطوطات التي تحتفظ بها هذه الجهات وهذا أمر يذكر فيشكر لهذه الجهات وتلك المراكز.
لكن الذي نسأل عنه ويسأل عنه الكثير من الباحثين هو: لماذا لا تصدر عن هذه الجهات فهارس موضوعية لما تحتويه هذه الجهات من المخطوطات فمع الفهارس التقليدية التي تفهرس المخطوطات بحسب حروف الهجاء أليس من المهم أن تصدر فهارس تصنف هذه المخطوطات بحسب موضوعها.
الذي أعرف أنه على أهمية هذا الأمر لم يصدر إلا شيء قليل وبعضها عن أفراد من الباحثين ولا يشمل سوى أماكن معينة.
مع أن بعض ما صدر في هذا المجال مهم ومهم جداً إلا أنه خاص بالجهات التي أعدته وليس شاملاً للتراث الخطي في السعودية.
الذي أتمناه أن تصدر فهارس موضوعية شاملة للمخطوطات في السعودية ولو على شكل مراحل وبخاصة ونحن في زمن المعلوماتية والإنترنت وأغلب فهارس هذه المكتبات أودعت في الحاسب فكل ما في الأمر شيء من التنسيق وشيء من التواصل بين هذه الجهات.
وسنجد أن الباحث يستطيع أن يحدد وجهته قبل القيام بأي عمل علمي يخدم تاريخنا والحركة العملية في بلادنا بشكل دقيق وبجهد مالي ووقتي أكثر.
إذا كان هذا الأمر قام ببعض فصوله أفراد وحققوا شيئاً يذكر فما بالك إذا قامت عمادات الباحث العلمي في جامعاتنا أو المراكز البحثية وعلى رأسها مكتبة الملك فهد الوطنية التي تعنى بهذا الجانب عناية كبيرة لا شك أن النتائج ستكون إيجابية.
هذا ما نرجوه وأملنا في جهاتنا البحثية كبير وكبير جداً.
|