لاشك أن مشكلة التطرف التي يمر بها العالم العربي والإسلامي ليست وليدة اليوم وقد عاشت الكثير من الدول بعض مظاهر التطرف فالمملكة العربية السعودية من الدول التي عاشت محنة التطرف بدءاً من أحداث الحرم في الثمانينات الميلادية وما أفرزته التغيرات في إفغانستان من صراعات فكرية وسياسية ولاسيما من أبناء الدول العربية ومن بينها المملكة حيث وظف فئة من أبنائها للقيام بأعمال إرهابية كما حصل في تفجيرات العليا الأولى وما أعقبها من تفجيرات متتالية.
وعندما ما نتعمق في أسباب ظاهرة التطرف نجد ان التعليم في المملكة بريء من ذلك من الناحية المنهجية أما بالنسبة للتحصين لمواجهة هذه الظاهرة لابد من المسؤولين عن التعليم العام من إعادة النظر في مناهج تعليم مادة اللغة العربية بحيث تتضمن مواضيع فيها أدب الحوار والتسامح واحترام الرأي الآخر فمادة القراءة والمطالعة تعتبر مرتعاً خصباً لغرس ذلك كذلك استخدام النشاط المدرسي وتفعيل دور المسرح بشكل جيد وذلك بعمل بعض الأعمال المسرحية الموجهة إلى مختلف المراحل الدراسية التي يعرض فيها الكثير من النصوص المسرحية الهادفة التي تجعل الطلاب على درجة عالية من الوعي لمواجهة بعض الأفكار المنحرفة.
أيضاً الإذاعة المدرسية وإعطاؤها الكثير من الاهتمام وتشجيع جميع الفصول الدراسية في المشاركة في برامجها من خلال الطلاب حيث الذي نلاحظه الآن المشاركة فيها اختيارية وقد تقتصر على عدد قليل من الطلاب ولا يمنع من مشاركة بعض المدرسين في توجيه النصح لهم والتركيز على المواضيع التي تتحدث عن التطرف وسبل مواجهته.
وقبل هذا وذاك المعلم الذي يعتبر محور العملية التربوية الأساسي الذي يجب عليه توظيف طاقاته وقدراته بكل أمانة وإخلاص باعتباره مرآة تعكس القيم والفضيلة والمحبة فكلما كان المعلم على درجة عالية من الأعداد الذي يتضمن الجوانب السلوكية والعلمية وقام بتوظيفها كما يجب أصبح لدينا جيل متفاعل مع البيئة المدرسية تربيةً وتعليماً .
واعتقد ان مسؤولية المعلم يجب ان تتضاعف بشكل أكثر مع إدراكنا للضغوط التي يواجهها فالثقة والاحترام المتبادل والحوار والبعد عن التعالي يجب أن تكون حاضرة في تعاملاته أيضاً من الأمور التي تغيب عن بعض المعلمين كلمة لا أعرف أو لا أعلم التي ينظر إليها بعض المعلمين أنها انتقاص من شخصيته بل بالعكس هي تعتبر قمة الارتقاء والتواضع كذلك البعد عن أساليب التهديد والوعيد للطلاب لأن هذا التصرف يوجد عند الطالب نوعاً من الخوف والرهبة ممكن ان يغرس في نفسيته تصرفات خاطئة تبعده عن الجو الدراسي وتعلقه بالمعلم ويفترض التركيز على أساليب التشجيع والتحفيز .
وبهذه المناسبة أذكر بعض المواقف التي عشتها في حياتي الدراسية مع بعض المعلمين الذين قاموا بتدريسي استخدامهم بعض الأساليب التي تقوي صلة المعلم بالطالب مثل تكليفي بإحضار (الطباشير من غرفة إدارة المدرسة) أو الطلب مني شراء مساحة لمسح السبورة واحضارها في اليوم التالي عند مجيئي للمدرسة .
وفي بعض الأحيان أيضا يكلفني بجمع كراسات الطلاب واحضارها إليه في غرفة المدرسين هذه المعاملة تقابل مني بالاحترام والتقدير لأنها أوجدت ثقة ومحبة مع أستاذي وإن كانت هذه الأساليب تقليدية ولكنها في وقتها اعتبرها من الوسائل المعززة لتقوية علاقة المعلم بطلابه.
والله الموفق
|