المسلسلات التاريخية العربية ولكن..
محمد عبد العزيز الفيصل

فشت المسلسلات الغربية وأحكمت القبضة على شاشات الفضائيات العربية وصار الشباب في كل زمن وحين ليس لهم شغل سوى تقليد هذه الشخصيات في لباسها وفي شكلها، وحتى في مركبها فنجد بعضهم يحاول أن يغير من معالم سيارته لكي يكون مثل ذلك (البطل) أو (النجم) على حد تعبيرهم ولكن..
وفي الآونة الأخيرة.. رأينا تحسناً كبيراً جداً في الطرح، ومن ذلك ما نراه من مسلسلات تاريخية عربية، قد أحكمت نسجت بأعلى درجات الدقة، لا من ناحية انتقاء الممثلين واختيار جيد الإبل والخيل، والتدرب على كيفية المبارزة بالسيف، والتمرن على إتقان اللغة العربية الفصيحة من دون أية ركاكة.
ومن أشهر هذه المسلسلات مسلسل (الزير سالم) الذي كان قبل حين حديث التاس وشغلهم الشاغل، فهذه الشخصية كانت مغمورة نوعاً ما عند العامة، ولكن بعد طرحها بهذا الشكل الملائم، وفي الوقت المناسب صارت على كل لسان.
فقد أبدع إخواننا السوريون في تحقيق ذلك، وبدأ هذا النجاح يتتابع من خلال العديد والعديد من المسلسلات مثل المتنبي، صقر قريش.. وغيرها من المسلسلات التي لو لم يكن فيها إلا أنها تبصر الناس بتاريخهم الإسلامي العربي العريق بدل هذه الثقافة الهشة التي ورثوها من الفضائيات.
آمل في الحقيقة أن تصل هذه الأعمال إلى الأطفال والناشئة فتكون رسوما متحركة فهي مما تزيد ثقة الطفل العربي بنفسه وبثقافته،.
فالتعرف على الشخصيات الإسلامية والعربية من خلال الترفيه أبسط صور إيصال المعلومة إلى الصغير وهذه الشخصيات المغمورة وهي ليست مغمورة، ولكن ثقافة المجتمع الضحلة هي التي غمرتها..
أنا أعرف أن وسائل التثقيف الأخرى مثل القراءة أفضل وأكثر إفادة.. ولكنني أحاول أن أواكب واقعنا المر الذي نعيشه اليوم وكل يوم..