Sunday 12th December,200411763العددالأحد 30 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

شكراً لهذا التبصير البحثي المفيد شكراً لهذا التبصير البحثي المفيد
محمد بن سعود الزويد / الرياض

يمثل الأمن والخوف محورين بالغي الأهمية في الحياة المدنية الحديثة وحتى في سحيق الأيام الغابرة القديمة على حد سواء، والخوف في مجمله لا يتركز على الخوف من الجريمة وقوعاً بل يتسع الإطار ليشمل الخوف من الوقوع في الجريمة نفسها ..
وفي دراسة مثيرة لمركز أبحاث مكافحة الجريمة بعنوان (الاتجاهات نحو الأمن والخوف من الجريمة) لأستاذ علم الاجتماع المشارك الدكتور عبدالله اليوسف وأستاذ علم الاجتماع المشارك الدكتور ناصر المهيزع - 2003 تناولت هذه الدراسة الجريمة والأمن من خلال عينة بحثية من سكان مدن الرياض والدمام وجدة في استهداف لدراسة شعور الخوف لدى أفراد المجتمع وخصائص الخائفين السكانية والاجتماعية وأنواع الجريمة التي يخافونها والاحتياطات الأمنية المتخذة من قبلهم ومدى ثقة الخائفين من الجريمة بأجهزة الأمن ودورها في تعزيز الشعور بالأمن.
وخرجت الدراسة بنتائج كانت بمثابة عناوين عريضة كفيلة بأن تكون خطوطاً أخرى لدراسات أخرى ..
ومن تلك النتائج التي وصلت إليها الدراسة أن (حوالي 28% من المبحوثين يرون أن الثقة اصبحت معدومة بين الجيران و 20% لا يثقون في أغلب سكان الحي الذي يقيمون فيه)..ص (261) ..
وهذه نسبة يفترض ألا تكون موجودة اصلاً أو تكون أقل مما هي عليه، فالمجتمع متماسك وتماسكه متوارث بين الجميع سواء من جهات قيادية عليا أو عامة المواطنين فالعلاقة بين الجيران تمثل الأخدود المليء بالشعور المتبادل والمتمثل في الحرص على بعضهم البعض وصيانة حقوقهم واحترامهم والحفاظ على ممتلكاتهم الثابتة والمتحركة ونصح وإرشاد أبنائهم وحتى حمايتهم في حال غياب معيلهم فالثقة من القوة التي ترسم بما يحتم طبيعتها وحضورها على سطح العلاقة بين الناس خصوصاً الجيران في الحي الواحد.
إن الخطوط العريضة التي ترسمها بحوث ميدانية أقوى في التعبير من حيث جودة القياس والمعيار فضلاً أن الباحثين ممن يسبرون علم الحياة الاجتماعية إن صح التعبير.
ومن هنا فالنتيجة ستكون مدار البحث المتواصل فلماذا تهشم جزء من علاقة الثقة بين الجيران ؟
هل بسبب التطور والتغير الحياتي المتسارع الذي يعلو موجه ويمد ويجزر ؟ .
هل على الناس أن تعيد حسبة الجار ما له وما عليه ؟ .
إذن ما هو موقع تعاليم الدين والنصح والنصيحة من هذه العلاقة وكيف كان التأثير من التغير بحيث طال العلاقة ما طالها حتى ولو شغل الناس ما يشغل مثلهم في وقتهم وحالهم فالحقوق مصونة ومحفوظة وليس لعوامل التعرية ورياح التغير سبيل إليها. ثم إن الجار حائط الصد لأول في الذود عن حمى جاره في غيابه وفي حضوره وعدم التعرض له من قريب أو بعيد ..
يقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ( لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه) ..
الحديث. ولو استعرضت حقوق الجار في هذا الحقبة لوجدنا منها الكثير المغيب والكثير غير المعروف والكثير مما هو ليس على بند التوزيع والصرف، فيكفي أن الجار لا يعرف جاره الا بالاسم أو بالكنية فقط وبنوع السيارة التي تقف بجانب منزله. فلا دعوة لحضور مفرح ولا محزن ولا مؤانسة موحش ولا نصح مخالف. فلا جيران الفلل ولا الشقق وحتى القصور على تلاقٍ فكل بما يطيق يطال به ولا يطال عليه من قريب أو بعيد وتهتز أغصان المودة والرحمة والإخاء على أسوار هذه المساكن حتى تحرقها شمس اللواهب فتغديها حصيباً رصدا.
ودمتم مع الشكر الجزيل للباحثين على هذا التبصير البحثي المفيد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved