* الرياض - عمر اللحيان - حمود الوادي:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس المؤتمر والمعرض التقني السعودي الثالث وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض.
وكان في استقبال سموه بمقر المؤتمر معالي وزير العمل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيي ومحافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص وعدد من المسؤولين بالمؤسسة. ولدى وصول سموه بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى نائب محافظ المؤسسة لشؤون التطوير رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الدكتور صالح بن عبد الرحمن العمرو كلمة رحب فيها بسمو الأمير سلمان بن عبد العزيز والحضور شاكراً لسموه افتتاحه للمؤتمر والمعرض التقني السعودي الثالث نيابة عن سمو ولي العهد.
وقال: كانت بداية الإعداد لهذا المؤتمر منذ إنهاء صياغة وثيقة المؤتمر الثاني حيث كان الاهتمام منصباً على تفعيل توصيات المؤتمر الثاني إضافة إلى التركيز على الموضوعات والقضايا التي تخدم التنمية الوطنية تفعيلاً لأهداف عقد المؤتمرات.. وفي هذا المؤتمر سيتم بمشيئة الله تعالى استعراض أبرز الاتجاهات الحديثة والتجارب العالمية التي تساعد على تطوير التدريب التقني والمهني من خلال الندوة الرئيسة عن التدريب والتوظيف وندوة المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي يشارك فيها عدد من المتحدثين من ست دول.
وأبان أن المؤتمر سيشتمل على أربع حلقات نقاش يشارك فيها واحد وعشرون باحثاً تدور محاورها حول أسس اعتماد برامج التدريب التقني والمهني وتطوير الشهادات والمؤهلات المهنية والتدريب الإلكتروني وتطوير التدريب التقني والمهني.. إضافة إلى خمس عشرة جلسة علمية على مدى أيام المؤتمر يعرض خلالها أكثر من 170 بحثاً لخبراء من عشرين بلداً.
وأفاد أن محاور المؤتمر ستركز بصفة خاصة على الاتجاهات الحديثة في التدريب التقني والمهني والأبحاث العلمية والتقنية ومن خلالها يمكن أن يقدم المؤتمر والمعرض إضافة مهمة على صعيد تقويم المنجز الوطني في هذا المجال وسبل تطويره منهجاً وأداءً وتحديد الأولويات الملحة ورسم أهداف اكثر طموحاً واستشراقاً للمستقبل باذن الله تعالى.
وأبرز أهمية هذا المؤتمر والمعرض وعد اجتماع هذا العدد من الخبراء والعلماء والأكاديميين من داخل المملكة وخارجها فرصة للتواصل وتبادل المعارف والخبرات وهو عنصر مهم في عملية كسب الخبرة وفتح قنوات التعاون البناء والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة بمجالات التدريب.
بعد ذلك ألقى محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص كلمة رحب فيها بسمو الأمير سلمان بن عبد العزيز والحضور.
ونوه بالرعاية التي يحضى بها هذا المؤتمر من سمو ولي العهد حفظه الله مؤكداً أن الجهود التي تبذل في هذا الصدد لم يكن لها أن تتحقق أهدافها لولا توفيق الله تعالى ثم الدعم السخي من القيادة الرشيدة للمشاريع التنموية خاصة مشاريع تنمية الموارد البشرية التي حققت تطوراً يعد مثالاً حيث أنشىء صندوق تنمية الموارد البشرية لدعم عملية التدريب والتوظيف في القطاع الخاص إضافة إلى تنسيق مهام وأعمال الجهات ذات العلاقة بالقوى العاملة وسوق العمل والتدريب والتوظيف لتصبح جميعها تحت مظلة واحدة مما كان له اثر إيجابي ملموس في تدريب وتوظيف الأيدي الوطنية العاملة.
وقال: هذه الخطوات والإجراءات المباركة لم تتوقف بل توجت بدعم كريم ضاعف اعتمادات التدريب بهدف نشره في كل مدن ومحافظات المملكة وبفضل الله تعالى واستجابة لذلك فقد اتسعت منظومة التدريب لتشمل كل مدينة ومحافظة حيث تم تجهيز وتشغيل ثمان وعشرين كلية تقنية سيتبعها في القريب بإذن الله تعالى إنشاء كليات جديدة ليصبح لدينا أربعون كلية تقنية والعمل جار على إكمال وإنشاء تسعة وثلاثين معهد تدريب تقني إضافة إلى المنشآت التدريبية القائمة في التعليم الفني الثانوي ومراكز التدريب المهني تعمل هذه المنظومة بشكل متناسق وبخطط تدريبية اعتمدت معايير مهنية تم بناؤها من واقع سوق العمل، لافتاً النظر إلى أن التعاون مع منشآت قطاع العمل كان ذا نتائج إيجابية أسهم في سد الفجوة بين قطاعي التدريب والتوظيف وزاد من التنسيق فيما بينها لتحقيق توافق جيد بين نوعية التدريب ومتطلبات قطاع العمل.
بعد ذلك ألقيت كلمة المشاركين في المؤتمر ألقاها بالنيابة عنهم رئيس مجلس إدارة مجموعة الزامل القابضة عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزامل أشار فيها إلى اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله بتوظيف الشباب السعودي في القطاع الخاص حيث تم اعتماد مبلغ 3 آلاف مليون ريال لمشاريع المؤسسة العامة للتدريب لبناء كليات ومعاهد تقنية لزيادة عدد المقبولين لتأهيلهم للقطاع الخاص بالإضافة إلى اعتماد برنامج التدريب المهني العسكري كما تم إنشاء صندوق تنمية الموارد البشرية.
وأفاد أن القطاع الخاص يوظف سنوياً 95 ألف شاب وشابة سعوديين ويوجد الآن على رأس العمل في القطاع الخاص حوالي 700 ألف عامل وعاملة سعوديين حسب إحصائيات وزارة العمل مشيراً إلى عدد من التجارب في توطين الوظائف للسعوديين لشركة أرامكو وشركة سابك.
وفي ختام كلمته أكد على أهمية التدريب وزيادة فرص العمل لافتاً إلى أن هذه الزيادة لا تتوفر إلا بزيادة الاستثمار وان الاستثمار بحاجة لمناخ مساعد.
عقب ذلك ألقى معالي وزير العمل الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض والحضور.
وأشاد معاليه بالمبادرتين الوطنيتين الأولى منها حملة وزارة العمل لتوظيف السعوديين التي تهدف إلى حصر طالبي العمل وتحديد مؤهلاتهم تمهيداً لتوجيههم إلى مواقع العمل والثانية هي الحملة الإعلامية الوطنية للتدريب والسعودة والتي تهدف إلى تنمية الموارد البشرية وإيجاد توجهات إيجابية نحو العمل المهني لدى فئات المجتمع منوها بدور حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله في تلمس حاجات الشباب من التدريب والعمل وتلبيتها.
وحث الشباب السعودي والذي يبحث عن العمل إلى المبادرة بالذهاب إلى لجان الحملة لتسجيل بياناته والاستفادة من هذه الفرصة. وفي ختام كلمته عبر شكره لصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني على رعايته لهذا اللقاء كما شكر لسمو أمير منطقة الرياض تفضله بافتتاح المؤتمر والمعرض التقني السعودي الثالث.
بعدها تم تقديم عرض مصور وثائقي عن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.
إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز كلمة سمو ولي العهد وفيما يلي نصها:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أيها الأخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسرني أن ألتقي بكم هذه الليلة بمناسبة افتتاح أعمال المؤتمر والمعرض التقني السعودي الثالث الذي يشارك فيه عدد من المختصين والمهتمين بالتقنية والتدريب من داخل المملكة وخارجها.
أيها الأخوة والأخوات..
إن المملكة عازمة بعد الاستعانة بالله تعالى ثم بتوجيهات أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله في المضي في تنفيذ استراتيجية تدريب وتوظيف الشباب والشابات، حيث دعمت مؤسسات التدريب لتمكينها من نشر وحداتها في المدن والمحافظات ولن نتوقف بإذن الله تعالى في السير على هذا المنهج توفيراً لتدريب جيد يتفق ومتطلبات التوظيف.. وبهذا الصدد أدعو الجميع إلى الاستفادة من هذا التوجه الوطني الذي سيسهم بإذن الله تعالى في تعزيز قدرات بلادنا العزيزة لتواكب التقدم العالمي..
إن الاهتمام بتنمية قدرات الإنسان السعودي يقع في سلم الأولويات للمملكة، وكان هدفنا ولا يزال هو العمل على بناء عقول أبنائنا وتزويدهم بالعلم الحديث وأدواته المعاصرة لكي يصبحوا مواطنين صالحين نافعين لوطنهم وأمتهم. وهذا يتحقق بعد توفيق الله تعالى بتضافر الجهود وتعاون الجميع في قطاعات الدولة العامة والخاصة والتعامل مع هذه القضية المهمة بحس وطني مخلص.
وبهذه المناسبة أدعو أبنائي الشباب للتجاوب مع جهود وزارة العمل والمبادرة بالتسجيل في حملة الوزارة للتوظيف.
أيها المشاركون الكرام..
إن هذا المؤتمر إذا ما خرج بتوصيات علمية واقعية فإنها ستكون بإذن الله محل العناية وسنعمل على تنفيذها، آملين أن تكون رافداً يسهم في دفع عجلة التقدم في وطننا العزيز أعانكم الله تعالى، فوقتكم ثمين وأمامكم أعمال كثيرة تحتاج لكل دقيقة في أيام المؤتمر.
وفي الختام أشكر جميع المشاركين وكل من أسهم في الإعداد والتحضير والدعم لهذا المؤتمر متطلعاً لما سيخرج به المؤتمر من نتائج وتوصيات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقب ذلك تسلَّم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني من محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.
إثر ذلك افتتح سموه المعرض السعودي التقني الثالث حيث قام سموه بقص الشريط وتجول داخل المعرض واطلع على ما يحويه من مشاركات للمؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص.
حضر الحفل أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وعدد من المسؤولين.
|