اطلعت على الخبر المنشور عبر الصحف وفي الموقع الإلكتروني للهيئة العليا للسياحة والخاص بقيام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة بتدشين هويتها وشعارها الجديد، وقد أشار سموه في مؤتمر صحفي عقد بهذه المناسبة إلى أن الشعار يعبر عن مرحلة جديدة ومهمة في عمر الهيئة ولا يعني بتحسين صورة الهيئة وإنما قصد منه كرمز لقيادة هذه الصناعة الجديدة وهو يعد جزءاً من مشروع متكامل لبلورة استراتيجيتها لإعادة هيكلة صناعة السياحة في المملكة تراعي في سماتها وخصائصها القيم الإسلامية والخصوصية الاجتماعية والثقافية للمجتمع السعودي، وأصالة تراثنا العريق، وضيافتنا التقليدية، إضافة إلى بلورة هوية مؤسساتية للهيئة تعكس دورها في تنمية السياحة الوطنية والاشراف على القطاع السياحي بالمملكة، وتؤكد على ثقافتها الإدارية والتنظيمية المتميزة كمؤسسة حكومية حديثة تعمل وفق متطلبات العصر الجديد.
أرى بأن الهيئة بهذه الخطوة وهذا التوجه المدروس تؤكد على أن تغيير الهوية والشعار ليس مقصوراً على منشآت الأعمال والمال بل كذلك يشمل المؤسسات والهيئات الحكومية التي لديها بعد وأفق استراتيجي تسعى من خلاله لإبراز دورها ومكانتها ببناء شخصية مختلفة ومستقلة بذاتها، وتجدر الإشارة الى أنني سبق وأن كتبت مقالا في هذه الصحيفة بعنوان (تغيير الهوية بين القبول والرفض) ونشر في تاريخ 17 ربيع الآخر 1425هـ، وذكرت فيه أهمية تغيير هوية المنشآت وشعاراتها وماهية الأسباب التي تدفع المنشآت العامة والخاصة لتغيير هويتها، والهيئة بهذه الخطوة تعزز ما أشرت إليه في مقالتي كونها مؤسسة حكومية تسعى إلى إبراز هويتها بطابع وشكل خاص بها يمكنها من الانطلاق بقوة لتحقيق أهدافها في خلق صناعة سياحة مستدامة.
أعجبت كثيراً بما استوحاه الشعار الجديد في تصميمه للهوية الجديدة للهيئة من الشعار التقليدي (السيفين والنخلة) الذي يمثل الرمز الوطني للمملكة العربية السعودية والهوية الرسمية لمؤسساتها الحكومية، وهو يقدم المملكة كوجهة سياحية جديدة، ويمثل رمزاً سياحياً للمملكة، والهيئة طورت هذا الشعار باستخدام ألوان وخطوط معبرة جداً عن التوجه القادم لهذه الصناعة.
وحسب ما ذكر في موقع الهيئة الالكتروني فإن اعتماد الشعار الجديد للهيئة لم يأت من فراغ أو من خلال قرارات ارتجالية، بل خضع لدراسة معمقة ومركزة وبحوث موسعة استطلعت خلالها آراء عدد من مجموعات التركيز (Focus Groups) التي ضمت عدداً من الخبراء، وكان الهدف من ذلك تقييم وقياس مدى تطابق وانسجام التصميم الجديد مع توقعات الشريحة التي عرض عليها الشعار وطبقت عليها الدراسة، وكذلك مع أهداف الرسالة العامة للهيئة وأهداف شخصية العلامة التجارية، وقد عرض الشعار على 14 مجموعة في كل من جدة، الرياض، والدمام وضمت المجموعات أبرز المسؤولين في وكالات السياحة والسفر وكبار مديري التسويق في مختلف المؤسسات (الطيران، السفر، والمنتجات..) فضلا عن أفراد ينتمون لشرائح عمرية ومهنية مختلفة من المجتمع السعودي ولاقت استحسان وقبول الجميع.
والهيئة بتدشينها لهذا الشعار تؤكد أنها عاقدة العزم للمضي قدما في تفعيل وتنفيذ جميع برامجها ومشاريعها التي سبق وأن أعلن عنها ضمن محتويات استراتيجيتها الشاملة في أكثر من مناسبة والمتوقع تنفيذها بالكامل خلال خمس سنوات مرَّ منها سنة أو سنتان على ما أعتقد، ونحن متعطشون جداً لأن نرى في القريب العاجل تفعيلاً وتنفيذاً لتلك البرامج والتي من أهمها برنامج السعودة الشامل لقطاع السياحة والسفر، برامج السياحة المرتبطة بالعمرة، برامج سياحة عطلة نهاية الأسبوع، برامج السياحة العلاجية، برامج السياحة الرياضية لقطاع الشباب، برامج تنظيم الرحلات السياحية للمملكة، ومشروع منح التأشيرات الالكترونية وسياحة المعارض والمؤتمرات وغيرها الكثير.
ويجب علينا جميعا ان ندعم كافة جهود الهيئة وأن ننظر للسياحة على أنها صناعة وطنية يراد لها أن تسهم في اعادة إبراز ثقافتنا الوطنية، ووسيلة لنقل صورة حسنة عن المملكة لدى مختلف دول وشعوب العالم، كيف لا وهي تحظى بدعم مستمر ومباشر من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني رئيس مجلس إدارة الهيئة. أختم مقالتي هذه بتقديم تحية إعجاب وتقدير لسمو أمين عام الهيئة وزملائه في الهيئة على كافة جهودهم المستمرة المبذولة من أجل خلق صناعة سياحة وطنية من العدم، وأشكر سموه على شفافيته المعتادة عندما وعد بتقديم تقرير كل 3 أشهر ينشر على موقع الهيئة يوضح نتائج تنفيذ خطط الهيئة كاملة.
كاتب ومستشار تسويق
|