* الرباط - الوكالات:
التقت دول عربية وإسلامية وغربية في المغرب أمس السبت في محاولة لتشجيع الإصلاح الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط والذي يعتبر على نطاق واسع داخل المنطقة تدخلاً أمريكياً.
ويعتبر كثيرون في الشرق الأوسط (منتدى المستقبل) الذي يستمر يوماً واحداً ويعقد على خلفية العنف في العراق أحد أشكال الإمبريالية الأمريكية حتى على الرغم من تظاهر المسؤولين الأمريكيين بالإصرار على أن الإصلاح لا بد أن ينبع من الداخل.
واعترف كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الذي وصل المغرب يوم الجمعة، بأنه عند طرح هذه الفكرة لأول مرة رأى البعض أن أمريكا تملي من جديد أوامرها على العالم ولكنه قال إن نية الولايات المتحدة هي مساعدة الدول على التحديث والإصلاح بأسلوبها الخاص.
واعتبر باول الذي استقبله الوزير المغربي المنتدب للشؤون الخارجية الطيب الفاسي الفهري، أن مجرد عقد هذا الاجتماع يشكّل نجاحاً بالنظر إلى الاستياء الذي فجرته هذه المبادرة في البداية.
وقال للصحفيين أثناء توجهه إلى المغرب على كل دولة أن تصمم نموذجها الخاص بها وتصمم الطريق الخاص بها، وهذا الشيء الذي نحن موجودون هناك لمساعدتهم على القيام به ولإعطائهم الدعم السياسي بالإضافة إلى المعونة المالية.
وقد شارك في منتدى المستقبل، وزراء الخارجية والمال في أكثر من 20 بلداً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى جانب بلدان مجموعة الثماني (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا وروسيا).
وقال خالد سفياني وهو ناشط مغربي في مجال حقوق الإنسان حضر احتجاجاً سلمياً شارك فيه نحو 500 شخص أمام البرلمان المغربي الليلة قبل الماضية إن هذا المنتدى إمبريالي. وقال إن مجرد حقيقة انعقاده يضفي الشرعية على العدوان العسكري الأمريكي على العالم العربي والإسلامي.
ولخصت صحيفة لكونوميست اليومية المغربية تصورها للمنتدى في رسم كارتوني بالصفحة الأولى يوم الجمعة ظهر فيه جندي أمريكي في كامل لباسه العسكري وهو يصوِّب مدفعاً رشاشاً نحو عربي يرقد على الأرض ويقول له مقتبساً تصريحات لباول: أتعشم أن نستطيع التوصل إلى تفاهم بشأن الحاجة إلى الإصلاح والتحديث في منطقة الشرق الأوسط الأوسع وشمال إفريقيا.
وخففت فكرة الإصلاح السياسي والاقتصادي منذ أن سربت لأول مرة إلى الصحافة للتشديد بشكل أكبر على الأمور الاقتصادية والتخفيف بشكل ما من التركيز على الإصلاح السياسي لجعلها أكثر جاذبية.
ووصل أيضاً وزراء مالية من بينهم وزير الخزانة الأمريكي جون سنو إلى العاصمة المغربية، حيث شددت إجراءات الأمن مع انتشار الشرطة في كل أنحاء المدينة.
وتم في المنتدى طرح مبادرات لدعم أصحاب المشروعات بإنشاء صندوق قيمته 100 مليون دولار لتقديم قروض للأنشطة الصغيرة وتوفير أموال للتعليم وحملات محو الأمية. والهدف هو جذب مزيد من رأس المال لمنطقة واسعة يقطنها نحو 560 مليون نسمة وتمتد من موريتانيا والمغرب على ساحل الأطلسي والركن الشمالي الغربي من إفريقيا إلى باكستان وأفغانستان بآسيا الوسطى.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه لم توجه دعوة لإسرائيل أو السودان إن إيران ألغت حضورها في آخر دقيقة.
وقال سعد الدين عثماني رئيس حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي المعارض لرويترز إن سفك الدم بالعراق وتعذيب السجناء في سجن أبو غريب، دمر أي فرص للتقارب بين الأمريكيين والشعوب في الشرق الأوسط، كيف يمكن للأمريكيين في هذا الوضع أن يحققوا لنا الديمقراطية.
|