يلاحظ المتابع لما يجري في العراق أن ما يحصل من إصرار على إجراء الانتخابات التي يصاحبها خطط ونوايا لم تعد خفية بإحداث تغييرات جيوسياسية تهدد بتقسيم العراق إلى كيانات فدرالية تؤسس لتفتيت هذا البلد العربي إلى ثلاث دويلات.
قانون الدولة العراقي المؤقت الذي أقر وبموجبه تجرى الإجراءات السياسية وتتم الخطوات الإدارية في العراق الآن ومنها موعد إجراء الانتخابات العراقية،
هذا القانون نص فيما نص في إحدى مواده على أن العراق سيأخذ بنظام الفدرالية، وهذه المادة أصر الأكراد على تضمينها القانون المؤقت وسوف يصرون على تثبيتها في الدستور الدائم وهذا ما شجع جماعات أخرى على الجهر والمطالبة بتطبيق الفدرالية على المناطق التي يشكلون الأغلبية فيها، فالشيعة في الجنوب والفرات الأوسط لا يخفون رغبتهم في تكوين فدرالية خاصة بهم تضم محافظات الجنوب والفرات الأوسط وهي البصرة والناصرية والعمارة والديوانية والسماوة، والكوت وكربلاء والنجف والحلة، بل إن بعض المتطرفين من الشيعة قد طرحوا اعلان دولة شيعية عاصمتها النجف رداً على تهديدات كردية بإعلان دولة كردستان وعاصمتها كركوك...!!
هذه التهديدات التي يصاحبها تحركات وخطط على الارض العراقية لم تعد ضمن نطاق الاقوال إذ كشف العديد من المهتمين بالشأن العراقي بأن الاكراد لا يحتاجون لاعلان دولتهم إلا مبرراً أو حجة تحيد الأمريكيين الذين يضغطون بقوة على عدم القيام بمثل هذه الخطوة المتسرعة التي ستدفع تركيا إلى التدخل في الشأن العراقي والدخول في حرب مع الاكراد لسببين أولهما الرفض التركي المطلق لقيام دولة كردية على حدودها تشجع أكراد تركيا على الانفصال وثانيهما ضم الاكراد كركوك إلى دولتهم وهي المدينة التي يتقاسم فيها التركمان والاكراد والعرب السكن فيها.
وإذا كانت أمريكا لا تريد قيام دولة كردية في العراق في الوقت الحاضر فإنها أي أمريكا لم يظهر عنها أي إشارة أو تأييد أو رفض لدولة شيعية في جنوب العراق رغم أن المنطقة التي يريد الشيعة إقامة دولتهم فيها تحوي كل آبار العراق النفطية والتي تحوي أكبر مخزون نفطي بعد المملكة.
مخاطر قيام (دويلات) في العراق، هل تعجل الانتخابات والإصرار على إجرائها رغم عزوف ومقاطعة أغلبية السنة لها، نقول هل يعجل هذا الإصرار على قيام دولتي الاكراد والشيعة ليدفع السنة إلى إنشاء دويلتهم فيما تبقى من محافظات.
هذا ما يتخوف منه كل الذين يتابعون الملف العراقي
| 
"دوليات"