* فيينا - أ ف ب :
أعلن أحد الأطباء الذين فحصوا مرشح المعارضة الأوكرانية إلى الانتخابات الرئاسية فيكتور يوتشنكو أمس السبت أنه كان ضحية تسميم بالديوكسين ، وهو سم دسه على الأرجح (طرف ثالث) ، على حد تعبير الطبيب .. وقال مايكل زيمبفر ، الطبيب المسؤول في مستشفى رودولف اينرهاوس الخاص في شمال النمسا ، حيث أدخل يوتشنكو مساء الجمعة (لا شك ان سبب المرض هو تسميم بالديوكسين) ، وهو سم قوي جدا.وأضاف في مؤتمر صحافي (نشتبه في سبب صادر عن طرف ثالث) ، وتابع (لقد وجدنا مادة الديوكسين بكمية مركزة جدا وزنها غرام).. أي بكمية تفوق ألف مرة المعدلات التي يتم العثور عليها عادة في الدماء والأنسجة ، وأشار أمام صحافيين إلى أن هذا التشخيص يستند إلى (التغييرات في الجلد وعينات من الدم واكتشافات نتيجة دراسة الأنسجة) ، وتم التوصل إلى هذا التشخيص (النهائي) اثر فحوصات كاملة استخدم فيها أيضا الطب الذري أجريت ليل الجمعة الماضي ، بالإضافة إلى تحاليل أجريت الأسبوع الماضي في مختبرين اثنين على الأقل في أوروبا الغربية.
وقال الجراح الأوكراني نيكولاي كوربان الذي كان عالج يوتشنكو في ايلول - سبتمبر في فيينا ، إن حالة يوتشنكو (تحسنت كثيرا) ، وأضاف أن (المريض قادر على العمل ، ومرضه غير معد) ، ودرس الفريق المعالج أسلوب عمل كل أعضاء الجسم ، بما فيها العظام ، من أجل تحديد أسباب المرض التي ظلت خفية منذ ايلول - سبتمبر.وقد أخذ الأطباء عينات من الجلد من أجل فحصها ، كما أخذوا عينات من الغشاء المخاطي للأمعاء ، الأمر الذي كان يوتشنكو يرفضه حتى الآن ، وردا على سؤال حول الآثار الواضحة على وجه رجل السياسة الأوكراني ، قال الاطباء إن هذه الظاهرة (ستتطلب علاجا طويلا بالنظر إلى خطورة العوارض) ،
وتنتج هذه الدمل المتكيسة الصفراء اللون عن ملامسة المادة السامة للجلد أو ربما عن تنشقه ، ويمكن أن تظهر الإصابة بعد أيام عدة من التعرض للسم وأن تستمر سنوات عدة ، حتى لو توقف التعرض.
وكان المرشح الأوكراني فيكتور يوتشينكو قد عرض غصن الزيتون على أقطاب الصناعة الذين يعارضونه قائلاً: إن 99 في المئة من النشاط التجاري في بلادنا يتسم بالأمانة.وكانت التصريحات التي أدلى بها يوتشينكو في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الجمعة مع أقطاب الصناعة هي الأكثر وضوحاً حتى الآن، حيث ذكر أنه في حال انتخابه فإنه يعتزم تفادي إجراء تعديلات واسعة بشأن ملكية أكبر الصناعات في البلاد وذلك على الرغم من الشروط المشكوك فيها التي تتعلَّق بخصخصتها خلال فترة التسعينيات. ويذكر أن أكثر أقطاب الصناعة ثراء في أوكرانيا والذين يطلق عليهم الاوليجاركيين المؤيِّدين لحكومة القلة الغنية باتوا أغنياء في معظم الحالات من خلال شراء الصناعات السوفيتية إبان التسعينيات.ويؤيِّد هؤلاء منافس يوتشينكو رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش الذي عُرف عنه دفاعه منذ فترة طويلة عن مصالح أقطاب الصناعة ورجال الأعمال كوسيلة لإنعاش النمو الاقتصادي في أوكرانيا.
وقال يوشينكو إنه إذا ما انتخب فإن حكومته ستتحدي فقط عمليات الخصخصة المشبوهة الأكثر مخالفة للقانون في البلاد.وأعطي مثالاً على ذلك ببيع أكبر مصنع للصلب هذا العام في أوكرانيا إلى شركة يملكها رجل أعمال أوكراني على صلة وثيقة بالرئيس ليونيد كوتشما مقابل نصف قيمتها السوقية تقريباً رغم أنه كانت هنالك عروض أعلى لشراء أعلى من مستثمرين دوليين.وكان يانوكوفيتش فاز بفارق ضئيل من الأصوات على يوشينكو في انتخابات الجولة الثانية التي جرت في 21 من الشهر الماضي، بيد أن المحكمة العليا ألغت نتائج هذه الجولة الانتخابية لما شابها من عمليات تزوير ومن ثم أمرت بإعادة الانتخابات في 26 من هذا الشهر.
|