Sunday 12th December,200411763العددالأحد 30 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

الأمير سعود الفيصل في منتدى الرباط لتشجيع الإصلاحات بالشرق الأوسط الأمير سعود الفيصل في منتدى الرباط لتشجيع الإصلاحات بالشرق الأوسط
التحديث يأتي بالإصلاحات التدريجية وليس باستيراد الحلول من الخارج

  * الرباط - واس:
التقت دول عربية وإسلامية وغربية في المغرب أمس السبت في محاولة لتشجيع الإصلاح الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط وشارك في منتدى المستقبل، وزراء الخارجية والمال في أكثر من20 بلدا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى جانب بلدان مجموعة الثماني (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا وإيطاليا واليابان وكندا وروسيا).
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس وفد المملكة في اجتماع وزراء الخارجية في منتدى المستقبل الكلمة التالية:
معالي الوزير كولن باول معالي الوزير محمد بن عيسى أصحاب السعادة السيدات والسادة
أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لتبادل الآراء والأفكار بين الدول الصناعية المتقدمة ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في البداية فلاذكر بوضوح أنني أعتقد باستحالة وجود صراع حضارات بيننا لأن هذا تعبير متناقض.
الحضارات ليست سلعا متنافسة في السوق بل نتاج الجهد الجماعي للعبقرية البشرية بمساهمات متراكمة من ثقافات متعددة.
نحن جميعا مدينون لإبداع عظماء مثل بيكون ولوك وروسو وغوته.ومن منا ينكر تأثير فلاسفة اليونان على مدنيتنا أو دور المفكرين المسلمين كابن سينا والرازي وابن الهيثم وابن رشد في الحفاظ على مشاعل المعرفة البشرية خلال عصور الظلمات بالإضافة إلى الإشعاع المعرفي من الهند والصين الحضارة إذن لا يمكن احتكارها من أية أمة أو مجموعة بمفردها.
وليس هناك اختلاف فيما بيننا أيضا حول عالمية قيم الحرية والعدالة والمساواة أو أسس الديمقراطية الجفرسونية أو مبادئ حق تقرير المصير الويلسونية بل إن تراثنا العربي الاسلامي يتضمن معظمها وبالنظر لاختلافاتنا المتعددة فإن هذا التوافق في الرؤى يعد استثنائيا.وإن كانت الدول المتقدمة ستساعد على تحقيق التحول المنشود في الشرق الأوسط فإن هذه المبادئ أقوى بكثير فيما تبعثه من أمل من أية أسلحة حربية بما تبثه من رعب وتخويف بالعودة إلى هذه المبادئ يستطيع الغرب كسب عقول وأفئدة الشعوب العربية والإسلامية.
إن التحديث عبر الإصلاحات التدريجية التراكمية من شأنه فعلا تحسين فرص الاستقرار والأمن لدينا في حين أن استيراد حلول معدة سلفا من الخارج دون الاكتراث للظروف الخاصة بكل دولة قد يهدد نفس هذا الاستقرار والأمن اللذين نرغب في حفظهما.أصحاب السعادة السيدات والسادةنحن في المملكة العربية السعودية نعتقد اعتقادا جازما أن هذا الجزء من العالم بأمس الحاجة للتحديث والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل نحن مدركون تماما أن التغييرات الشكلية أو الإصلاحات الجزئية الطفيفة والمنفردة ليست كافية في هذا المجال.إن جهودنا الإصلاحية تشمل الانتخابات البلدية وتوسيع صلاحيات مجلس الشورى ولقد أنشئ مركز الحوار الوطني لتشجيع التنوع والتسامح والمشاركة الواسعة للمرأة حيث خصصت دورته الأخيرة لبحث قضايا الشباب كما قامت مجموعة من المواطنين من الجنسين بتأسيس لجنة مستقلة لحقوق الإنسان مؤخرا بحيث تخضع جميع الأجهزة الحكومية للمساءلة بشأن أي انتهاكات أو شكاوى بهذا الخصوص كما تم بالفعل إنشاء هيئة مستقلة للتحقيق والادعاء العام.وإلى جانب الإصلاحات السياسية فإننا نتقدم في برنامج طموح للإصلاحات الاقتصادية وبالرغم من أن المملكة العربية السعودية تعد محظوظة في هذا المجال إلا أن العديد من دول المنطقة بأمس الحاجة إلى جهد جماعي لمعالجة مشاكلها الاقتصادية إذ يمكن للدول الصناعية أن تظهر نفس الكرم الذي أظهرته الولايات المتحدة لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية عبر مشروع مارشال ويمكنها أن تلعب دورا مؤثرا في هذا المجال عبر توجيه استثمارات مباشرة وتحرير الممارسات التجارية وفتح أسواق جديدة وتشجيع نقل التقنية.
ويستطيع الغرب أيضا تشجيع التفاعل الاجتماعي والزيارات المتبادلة بين شباب بلداننا فمع احترام الحاجات الأمنية المشروعة فإن القيود التي تعوق التنقل الحر للأشخاص بيننا يجب تخفيفها إذ إن تشجيع القيم المشتركة يتطلب تشجيع الاتصالات المباشرة.
علينا كممثلين للمجتمع العالمى أن نكون واقعيين إن أي تحديث وإصلاح سيواجه قوى تشدنا في اتجاهات متضادة لكن قادتنا يدركون أن الإدارة الناجعة للتوتر الديناميكي بين التغيير والمحافظة هو الطريق الحكيم والوحيد أمامنا.
علينا أن نواجه الحقيقة بأن خلافاتنا ليست دينية ولا ثقافية ولا نعتقد أنها صراع بين الحضارات أو تنافس في أنظمة القيم فنقطة الخلاف الأساسية تتعلق بأطول صراع في التاريخ الحديث لفترة أطول من اللازم شهد العرب انحياز الغرب لإسرائيل وقد بتنا نتفهم الضمانات الغربية وبالأخص الأمريكية لأمن إسرائيل لكن ما لا يمكن للشعوب العربية أن تفهمه هو لماذا تتحول هذه الضمانات إلى تأييد مطلق للسياسات الإسرائيلية المنفلتة من أي قيد والمنافية للشرعية الدولية.إن وحش التطرف والإرهاب والكراهية مازال قابعا بيننا لأننا لم نكن صادقين في الوفاء بالتزاماتنا فلنرى إن كنا قادرين على توخي المصداقية بحيث نلزم أنفسنا بحل الصراع العربي - الإسرائيلي حتى نخرج من اجتماعنا هذا مفعمين بالأمل إننا سنتمكن أخيرا من تحقيق تطلعاتنا في بناء شراكة حقيقية للتقدم والمستقبل المشترك


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved