ضمن نشاطات الموسم الثقافي لنادي القصيم الأدبي ببريدة أقيم في يوم الاثنين الماضي محاضرة بعنوان: (الأدب السعودي في جامعاتنا) ألقاها رئيس نادي الرياض الأدبي الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيِّع، وقدم المحاضرة الدكتور حسن بن فهد الهويمل.
وقد استهل المحاضر حديثه عن أهمية الأدب السعودي، وأنه له حضوره العربي والإسلامي، وليس لهذا التخصيص شأن بالإقليمية أو القطرية، بل هو امتداد للأدب العربي ككل، ومن الحق أن يرصد هذا الأدب ويهتم فيه، شأن ذلك تقسيم بعض الباحثين لدراسة الأدب العربي من الناحية الاقليمية ك(الشامي) و(المصري) أو الناحية السياسية ك(الأموي) و(العباسي)، بخلاف دراسة الأدب من خلال الأنواع الأدبية أو المدارس الأدبية.
بعد ذلك عرج على أهمية تعزيز التعليم العام بنصوص الأدب السعودي، وتساءل: ماذا يقوم في التعليم العام من مقررات الأدب السعودي؟ وأثنى على كتاب محمود رداوي (الأدب المعاصر في المقررات الدراسية)، حيث وجد ان هذا الأدب قليل، والأولى أن يتوفر بشكل أكبر في المقررات الدراسية لأن (الأدب السعودي) جزء من ثقافة البلاد العربية والإسلامية، وذكر أنه من الصعوبة أن نوجد مقررات، وإنما الواجب تعزيزها بهذا الأدب.
أما في مجال التعليم العالي فإنه يرى أن هناك هضماً لهذا الأدب، حيث هناك اختلاف في عدد الساعات بين جامعة وأخرى وهي في الحقيقة قليلة، وكذا اتساع وضيق المقرر، وانغلاق في بعض المحتوى له والمفردات، كما ان هناك اختلافاً في المسمى، حيث يسمى (أدب المملكة) أو (الأدب السعودي) أو (أدب الجزيرة)، وكذا يختلف وقت المحاضر من حيث الترتيب، ثم وجد أن بعض المحاضرين من هو غير متخصص، فقد ألزم بتدريسه اقتضاء لحاجة الجدول، واقترح أن يكون هنالك مقررات في كلية اللغة مثل: (مقرر عن الشعر) وآخر عن (النقد) وهكذا.
ثم عول الدكتور الربيع على الرسائل الجامعية، وذكر عدة ملحوظات فيها:
- يغلب عليها النمطية في المنهج.
- التركيز على رسائل التراجم، (حياته وشعره)، (أدبه وشعره).
- تجميع المعلومات فيها، وعدم استيفاء المبحث الأخير وهو غالباً ما يكون الأهم حيث التحليل.
ثم اقترح المحاضر ما يأتي:
- حضور الباحث مجلس القسم لإقرار موضوع بحثه، كما هو معمول به في بعض الجامعات.
- المشرفون سعوديون وغير سعوديين، فالواجب أن يكون سعودياً متخصصاً في أدب بلاده.
ثم تحدث عن أهمية نشر الرسائل لأنها تعرف بالأدب، وركز على دور الإعلام في التعريف بها. بعد ذلك أبدى عدة توصيات ومقترحات منها:
- الحاجة إلى جمعية للأدب السعودي.
- تقديم الجوائز الخاصة به، وخاصة في الجامعات.
- إيجاد سلسلة لنشر الرسائل الجامعية الخاصة به.
- تمديد سنوات التفرغ لخدمة الأدب السعودي.
- إيجاد أدلة تيسر الحصول على الرسائل الخاصة بالأدب السعودي.
- الاهتمام بإصدار الموسوعات.
- تنظيم موسم محاضرات في النوادي الأدبية.
- إحياء عقد موضوع مؤتمر الأدباء السعوديين، حيث بدأ في جامعة الملك عبدالعزيز، فقد عقد مرة، وبعد عشرين سنة عقد أخرى، والأولى أن يكون كل سنتين.
وفي نهاية المحاضرة أتيح المجال للحضور لإبداء مداخلاتهم، حيث حظي الموضوع باهتمام الموجودين وقدم عدد منهم عدة مداخلات أثرت موضوع المحاضرة، واختتمت المحاضرة بالإجابة عن تساؤلات الحضور واستفساراتهم.
محمد الربيِّع
|