* أجرت الحوار - هدى السعيد:
أصدرت حديثاً من الكتب: (يفرون من رفوف المكتبة، واليشع بن آخاب، والدائرة تكتمل، وظل الموجة يمتد في الأفق)، فأول سؤال يتبادر إلى الذهن: لماذا الأربعة في وقت واحد، أقصد الكتب لماذا أصدرتيها في وقت واحد؟
*: صحيح، هذا الاستفسار أول ما اسمع من الذين أهديتهم كتبي، ودائما أرد كونها صدرت في وقت واحد ليس معنى هذا انها انتجت في فترة واحدة وهي فترة ليست بالقصيرة وهذا هو الأهم، وهناك سببان لصدور الكتب في وقت واحد، الأول وهو الأهم ان لدي عملاً إبداعياً أخوض فيه تجربة جديدة مبتكرة، وأنا واثقة ومتأكدة انه لو صدر هذا العمل لن استطيع إصدار أعمال كتبت قبله، فكان لزاما عليَّ أن أصدر هذه الكتب قبل اكتمال هذا العمل، لأني لا أريد أن اعدمها، وأنا من طبعي إذا كتبت الجديد أكره القديم، السبب الثاني استغلال الظرف المادي الذي تهيّأ لي في هذه الفترة.
: لكن ألا يسبب ذلك لك إحراجاً؟
*: نعم، لقد تسبب لي بالإحراج الكثير، حتى ان أحد الأدباء نصحني إذا أردت أن أهدي كتبي أحداً أهديه كتاباً واحداً. وآخر قال لي إن كتاباً - يراه هو الأجمل في الأربعة - ظلم بسبب الثلاثة الباقين. وأحياناً تكون ردات فعل أحدهم محرجة حين يقول أربعة مرة واحدة ما شاء الله.
: معنى هذا أنك لن تعودي لمثل هذه التجربة؟
*: لا، لن أعود لمثل ذلك.
: في روايتك (يفرون من رفوف المكتبة) هل أنت البطلة، وإذا كنت أنت البطلة، من هو الشاعر الذي التقيته؟
*: صراحة في البداية كنت أنفي أن يكون الأبطال حقيقيين، لأني كنت أخشى أن يقال اعتمدت على النقل ولم تعتمد على الخيال وتظلم الأحداث التي هي من الألف إلى الياء صناعتي. أما الأشخاص فهم حقيقيون، وهذه أول مرة أذكر فيها ذلك. وأحب أن أذكر أن السائق الكردي في الرواية عاد إلى كردستان العراق.
: كتاب (اليشع بن آخاب) هل هو كتاب تاريخي، أو نص إبداعي، وإذا كان نصاً تاريخياً على أي المراجع اعتمدت؟
*: أنا دائما أصنع الأحداث، أما الشخوص فشخوص تاريخية حقيقية، ومرجعي في معرفة الشخصيات كتاب (العهد القديم) وكتاب (شهود ياهو).
: في كتابي (ظل الموجة يمتد في الأفق، والدائرة تكتمل) قمت بعمل رسومات داخلية، ما الهدف الفني من ذلك؟
*: الهدف الفني هو المقولة (الصورة أبلغ من الكلمة) وأنا في كتاباتي أبحث عن الأبلغ، لذلك كتاباتي تميل إلى القصر، وأحياناً هذا القصر يغمض على القارئ، فأقع بين أمرين إما التطويل والايضاح أو القصر والغموض، فاعمد إلى رسم اللوحة وبذلك أحافظ على قصر النص وايضاحه من خلال الرسمة.
: يلاحظ من يقرأ كتبك الأربعة انه لا يمكن تصنيفها إلى أجناس أدبية بعينها؟
*: مسألة الأجناس الأدبية لم يعد أحد يذكرها الآن. النص المتكامل في نظري هو الذي يجد فيه القارئ (الصورة واللغة والخيال والتشويق) وحتى أضبط كلمة التشويق بوصف محدد هي المفاجأة التي تنتهي إليها اللغة والصورة والخيال.
: ذكرت في أول اللقاء انك تقومين بكتابة عمل إبداعي تجربته جديدة، ما هو هذا العمل؟
*: رواية، وقد أخبرت عدداً من الأصدقاء بها، تحكي قصة (الأفغان العرب) وأنا فعلاً بدأت بها حتى ان بعضهم عندما رأى إعلانات المسلسل (الطريق إلى كابل) قبل عرضه اتصل بي يسأل إذا كان هذا المسلسل هو العمل الذي أخبرته عنه، وأنا فعلاً كنت قد قطعت شوطاً كبيراً في الكتابة، وأخشى أن يقال إذا خرج العمل أخذت الفكرة من الكاتب الكبير (جمال أبو حمدان) وأنا بدأت بالكتابة قبل سنة من عرض المسلسل.
: أنت الآن مقيمة في مصر، كيف هي علاقتك بالمثقفين المصريين وبالجو الثقافي فيها؟
*: ليس لي علاقة بالمثقفين المصريين ولا بالأنشطة الثقافية التي تتم في مصر. لكن مكتبتي استفادت كثيراً من المشروعات التي تقوم بها الهيئة العامة للكتاب. وقصور الثقافة، ومهرجان القراءة للجميع، حيث أصبح عندي مكتبة كبيرة جداً، أرجو أن يكون لدينا نحن في السعودية مثل هذه المشروعات تقوم بها وزارة الثقافة.
: والمثقفون السعوديون؟
*: في الحقيقة أنا وكل الكتاب الجدد مدينون لكتاب أوائل التسعينات سواء من النقاد أم من القاصين والشعراء، وهم من جيلنا لكنهم سبقونا بعشر سنوات، لكن دعمهم لنا جعلهم أستاذة لنا فالذين كنت أرسل لهم نصوصي بأخطائها الإملائية والنحوية واللغوية هم نفسهم الذين أرسل لهم الآن نصوصي، مثل الأستاذ عبدالله الفيفي، وعبدالحفيظ الشمري، ويوسف المحيميد، ومحمد العباس، ونائف رشدان العتيق.
|