* الثقافية - علي سعد القحطاني:
عقدت دارة الملك عبدالعزيز مساء يوم الثلاثاء 24- 10-1425هـ الموافق 7- 12-2004م لقاءً علمياً مفتوحاً عن كتاب (الأمير مساعد بن عبدالرحمن آل سعود: في حوارات تلفزيونية توثيقية وقراءات في سيرته وشخصيته) الذي أعدّه الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي عن سموه والتعليق عليه والمداخلة بمزيد من المعلومات عن شخصية سموه، وعقد اللقاء في مقر الدارة بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، بحضور أبناء الأمير مساعد بن عبدالرحمن آل سعود وشارك في اللقاء معالي الأستاذ محمد بن علي أبا الخيل ومعالي الأستاذ تركي بن خالد السديري وأدار اللقاء الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع.
ألقى الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي كلمة حول هذا الكتاب الذي تناول من خلاله سيرة الأمير مساعد بن عبدالرحمن آل سعود وذلك من خلال حوارات تلفزيونية توثيقية وقراءات في سيرته وشخصيته وقال:
لقد استهوتني كتابة السير والتراجم منذ أن مررت بتجربة كتاب طيب الذكر الشيخ محمد الحمد الشبيلي (أبو سليمان) رحمه الله (1414هـ 1994م)، وتلا ذلك صدور كتاب آخر بعنوان: (إعلام وأعلام 1419هـ - 2000م) الذي تضمن قراءات في سير بعض رجال الاعلام والثقافة في بلادنا.
وكنت في السنة الأخيرة من عملي في وزارة الإعلام 1397هـ - 1977م قد عكفت على اجراء مقابلات تاريخية توثيقية تتصل بفترة التأسيس، وتاريخ الملك عبدالعزيز رحمه الله، وهي تسجيلات قاربت العشرين حلقة معمقة، عرض عدد قليل منها.
وقبل عدة أعوام استأنفت، على نطاق خاص ومحدود، تسجيل هذه الحلقات بسبب ما كنت أراه من أن البلاد أصبحت تفقد رموزها من كبار السن قبل ان توثق ما تختزنه ذاكرتهم من معلومات وذكريات.
لكن فكرة تحويل هذه المقابلات الى كتب مطبوعة لم تخطر في البال إلا عندما خسر الوطن، وبشكل مفاجئ، عالماً من علماء هذه الأمة وفقيهاً من فقهائها وهو الشيخ محمد بن جبير رحمه الله، الذي كنت قد حظيت منه قبل وفاته بعدة أشهر بمقابلة تلفزيونية من عدة ساعات، ربما كانت الوحيدة الخاصة التي أجريت معه في حياته.
وقد شجعت الحفاوة التي قوبل بها ذلك الكتاب للمضي في هذه السلسلة، التي صدر كتابها التالي عن الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - بمناسبة عقد ندوة عن آثاره العلمية في جامعة الملك سعود 1424هـ.
ويأتي هذا الكتاب الثالث، توثيقاً لمقابلات عدة أجريتها مع سمو الأمير مساعد رحمه الله، وعرضت تلفزيونياً في حينه بخلاف مقابلات الكتب السابقة علماً بأن ريع كتب هذه السلسلة مخصصة للأهداف الخيرية.
كنت كما ورد في مقدمة الكتاب قد أجريت - عبر عشرة أعوام - ثلاث مقابلات مع سموه، لم نتمكن من العثور على الأولى منها، بينما تركزت الثانية على الأوضاع الاقتصادية في حينه، وكانت الثالثة منها ضمن سلسلة شريط الذكريات، ومن جزأين وتركزت على معلومات تاريخية عن حياة والده الإمام عبدالرحمن وسيرة الملك عبدالعزيز رحمهما الله وعن نشأة الدولة السعودية المعاصرة.
ويكتسب الكتاب أهميته من موضوعه، كونه الأول من نوعه الذي تطرق الى سيرة هذا الرجل الذي يجمع معاصروه وعارفوه على انه كان أحد أعمدة الحكمة والاستقرار والاعتدال، التي اعتمدت عليها الدولة في أثناء عهدي الملك سعود والملك فيصل رحمهما الله.وقد أضفت الى مادة الكتاب الاساسية (أي المقابلات) نبذة من (25) صفحة عن سيرته الذاتية، وهوامش تعريفية بالشخصيات الوارد ذكرها في المقابلات، وقراءات في فكره ومنهجه وشخصيته، كتباها ثلاثة من عارفيه مع مقدمة كريمة من معالي الشيخ محمد أبا الخيل، الذي رافقه ثم خلفه في وزارة المالية والاقتصاد الوطني.
فالكتاب إذن ليس ترجمة كاملة لسيرته، لأن كتابتها تحتاج الى عمل آخر، لا يتأتى إلا برصد شامل لحياته، وبالاطلاع على أوراقه الخاصة، وعلى أرشيف الأجهزة الحكومية واللجان التي تولاها.
إن من سمة مؤلفاتي أنها لا تستغرق في بعض تطبيقات البحث العلمي التي قد تصرف القارئ عن مقروئيته، وانها تعمل على تبسيط الهوامش والمراجع، مع المحافظة على أمانة النقل والاستشهاد.
وبالنسبة لكتابي الذي بين أيديكم، وردت الي ملحوظتان جديرتان بالاعتبار تتصل الاولى بفكرة التوسع في تناول الرسالتين اللتين أصدرهما سموه عام 1360هـ حول برنامج الاصلاح الشامل حتى لقد اقترح البعض ان توضع الرسالتان ضمن ملاحق الكتاب في طبعته الثانية.
أما الملحوظة الثانية، فقد نبهني إليها أخي د. فهد السماري، وهي تتعلق بمذكرات الأستاذ احمد علي رحمه الله ابان عمله مدرساً للأمراء في الرياض عامي 1356هـ و1357هـ وأصدرتها الدارة قبيل سنوات، فلقد تكرر ذكر سمو الأمير مساعد في تلك المذكرات مع معلومات جديرة بالاضافة الى مضمون الكتاب.
الكتاب جهد المحب المتواضع، لكنه البداية ينتظر من قارئيه نقدهم وتصويباتهم، والمؤمل من هذه الندوة ان تسفر عن معلومات وعناصر وأفكار إضافية تثري طبعته الثانية، على أنني استحث كل من لديه معلومات لم ترد في الكتاب، مما يتصل بمراسلاته وعلاقاته الخاصة والرسمية، مستحثاً بشكل خاص أبناءه وذويه وعارفيه للإفراج عما لديهم من أوراق أو وثائق قابلة للنشر وتزويد الدارة والمؤلف بها.
المداخلات
* سمو الأميرة سارة بنت مساعد بن عبدالرحمن آل سعود أشادت في مداخلتها بمناقب شخصية المحتفى به وأنها بصدد التأليف عن سيرته.
* قدّمت سمو الأميرة منيرة بنت مساعد بن عبدالرحمن آل سعود شكرها وتقديرها للمؤلف ولمعالي الأستاذ محمد أبا الخيل ومعالي الأستاذ تركي بن خالد السديري على وفائهم لذكرى سمو الأمير مساعد بن عبدالرحمن - رحمه الله - وأشارت إلى أنه ينبغي تسليط الضوء أكثر على حياة الراحل من خلال الجوانب الفكرية والفقهية التي تميز فيها بآرائه المستنيرة.
*الدكتور محمد آل زلفة أشاد بمناقب المحتفى به وتمنى على الدارة بالشروع في تنفيذ أفلام توثيقية لهؤلاء الرموز الوطنية ليستفاد من عرضها أمام الاجيال.
* ثمّن الدكتور محمد الربيع الدور الريادي لمكتبة الأمير مساعد بن عبدالرحمن آل سعود التي تعتبر أول مكتبة أنشئت في مدينة الرياض ورأى أنها تجمع بين الاصالة والمعاصرة، وفيها كتب تراثية بجوار كتب العقاد وطه حسين وآخر الإصدارات الحديثة.
* ذكر معالي الدكتور محمد الشويعر مناقب المحتفى به وأشار إلى سعة اطلاعه وثقافته.
* أشاد الأستاذ محمد السيف الى تميّز سمو الأمير مساعد بن عبدالرحمن بأفكاره التنويرية وكان متقدماً على عصره وكان يحتفي دائماً بالرأي المخالف حتى في مجال الفكر.
|