رأى رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك بخبرة مهنية ثاقبة إعداد صفحة أسبوعية عن الصحافة الإسرائيلية بهذه المرحلة التي بات بها حضور الخطاب الصحفي الإسرائيلي قويا.
هذه الصفحة التي سوف تطل على القارئ العزيز كل يوم (أحد) نقدم من خلالها عرضا وتحليلا للتقارير والمقالات في الصحافة الإسرائيلية. إضافة لإتاحة الفرصة للقارئ العزيز للتواصل مع الصفحة سواء في النقد أو الاستفسار.
لماذا الصحافة الإسرائيلية؟
لا يوجد دولة سبقت الصحافة بها قيام الدولة مثل إسرائيل، فهي تقدمت على بناء المجتمع ومؤسساته.
المتابع للصحافة الإسرائيلية يعرف أهمية متابعة هذه الصحافة التي تقدمت على الكثير من المواقف بل إن أكثر المواقف السياسية الخاصة في القضايا العربية ذات البعد الإقليمي والدولي تم معالجة قواعدها المفاهيمية على شكل لغة إعلامية صنعت إطارها المعرفي في البيئة الدولية وتفاعلت معها جميع القوى السياسية والفكرية في العالم، الجزيرة من خلال هذه الصفحة المتخصصة ترى أهمية كبيرة لمعرفة القارئ العزيز على الوسط الصحفي الإسرائيلي الذي شكل الكثير من المواقف من خلال استخدام عناصر القوة السياسية والعسكرية والاستفادة من الانفعالات العاطفية العربية لتصنيع أيديولوجية المواجهة مع الآخر (العربي).
إن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي جزء لا يتجزأ من الخطاب الحربي العنصري العدائي حتى النخاع للجنس العربي، ولا شك أن استند الخطاب ولا يزال إلى جملة من المنطلقات والمفاهيم والمرتكزات الأساسية والأيدلوجية سواء المتعلقة بفلسطين من النهر إلى البحر، أو المتعلقة بشعب فلسطين، أو المتعلقة بالأمة العربية والجنس العربي.
وهو في الوقت ذاته، نتاج واقع المجتمع الإسرائيلي، وجزء لا يتجزأ من الأدبيات السياسية والفكرية والأيدلوجية لذلك المجتمع.
وبالتالي فإن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي والرسالة الإعلامية الخاصة به يستخدمان مصطلحات ومفردات القاموس السياسي الأيدلوجي الإسرائيلي.
والإعلام الإسرائيلي الموجه للبلاد العربية يعتمد على ردود الفعل المتوقعة والتخطيط على أساسها، ومن هنا يقول ليبكين وزير الإعلام في أول حكومة إسرائيلية تكون نقطة التعاطف أو الالتقاء بين المرسل والمستقبل قد تكونت... تماماً كقانون الفعل ورد الفعل في علم الفيزياء فالأول يبادر والثاني ينفعل، وفي هذا الشق يعتمد الإعلام الإسرائيلي نظرية الجوقة ليبكين وهي تقوم على شعار التعددية الفكرية والسياسية القائمة في إسرائيل، فتصريحات متناقضة للمسئولين الإسرائيليين في موضوع السلام مثلاً لتخلق ردود فعل عربية مختلفة تتضارب بدورها حول الآراء والمواقف الإسرائيلية.
إسرائيل التي تحاول في هذه المرحلة التشجيع على قيام الشرق الأوسط الكبير والتسويق له وتقديم الدول التي سوف يكون لها دور كبير به (إسرائيل، تركيا، إيران).
وبهذا المفهوم تحاول أن تقلل من أهمية الحضور العربي.
إن الخطاب الصحفي الإسرائيلي ما بعد عرفات سيحاول أن يكسب تأييد المجتمع الدولي الذي سيشكك بدوره في لغته الناشدة للسلام بعد أن كان يؤيده في الحاجة إلى شريك حقيقي للسلام. وبهذا سوف تكون الصحافة الإسرائيلية لاعبا مهما لمعرفة هذا التوجه بهذه المرحلة الحساسة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
|