نعرض في هذا المقال بشكل سريع بعض الموضات الجلدية ومشاكلها وكيفية علاجها وهنا فرصة لننصح بالتأني لدى أخذ القرار لوضعها فإن لها الكثير الكثير من المشاكل وغالباً ما يعمد المراهقون لهذه الإجراءات ثم يندمون عندما يصبح لديهم الوعي الكافي.
وأذكر هنا أن ال Tattoo هو الوشم المحرم شرعاً في الإسلام أخذ أسماء منمقة.. وما يلي فهو مترجم عن منشورات الأكاديمية الأمريكية لطب الجلد..
تتضمن ثقب الجلد - الوشم - المزينات الجلدية الأخرى والتي أصبحت شائعة في عصرنا هذا.. أما تاريخ هذه الممارسات فيعود إلى 5300 سنة سابقة ويكمن سرها كونها تشكِّل جزءاً من الثقافة أو الاعتقاد بعلاقتها مع الجمال رغم أنها تؤدي إلى مشاكل جلدية مثل: تشكل الندبات الضخمة أو الالتهابات الجلدية أوالتحسس الجلدي أو ثقوب دائمة في الجلد.
الوشم: (Tattoo) هناك خمسة أنواع من الوشم:
1- الوشم غير المتعمد: ينجم عن الخدوش الجلدية أثناء الحوادث وبقاء الوشم أو الحطام تحت الجلد فيعطي منطقة مسمّرة (مصطبغة) بعد الشفاء وأغلب هذه الحوادث تكون على الدراجات الهوائية وغيرها أو بعد الإصابة بالوخز بأقلام الرصاص.
2- وشم الهواة: وهو الذي يضعه المرضى لأنفسهم أو لأصدقائهم وعادة لا تظهر تفاصيل الصورة المطلوبة بوضوح وأكثرها شيوعاً هو وضع الحبر الهندي تحت الجلد بواسطة قلم أو وضع الفحم أو الرماد.
3- وشم المحترفين: له شكلان:
الشكل التقليدي: يوضع بسبب عادات متوارثة كما في جزر الباسفيك الجنوبية أو في بعض مناطق المملكة.
الشكل الحديث: وهو الذي يوضع باستخدام آلة خاصة تشبه المسدس وتحتاج إلى فن من قِبل المستخدم وعادة ما تكون وسيلة لكسب المال ويستخدم لهذا الغرض العديد من الألوان تختلف حسب السعر المحدد لهذا الإجراء من رخيصة إلى غالية.
4- الوشم الطبي: والذي يستخدم عادة لإخفاء علامات العلاج الشعاعي أو في حالة مثل فقدان الحواجب بسبب الثعلبة وعادة ما يقوم بهذا الإجراء الطبيب.
5- الوشم التجميلي: وهو يستخدم لوضع المكياج الدائم مثل الكحل (eyeliner) أو حدود الشفاه أو أحمر الشفاه أو تنسيق الحواجب أو في أحوال خاصة لوضع حلمات اصطناعية في حال استئصال الثدي أو في تغطية البهاق أو لتغطية وشم سابق غير محبذ.
المشاكل الناجمة عن الوشم:
مهما كان نوع الوشم المستخدم فإنه يعتبر خطراً وقد يؤدي لآثار جانبية تحتاج للعلاج.. والالتهابات قد تحدث مباشرة بعد إجراء الوشم والقوباء وقد تتطور إلى التهاب النسيج الخلوي تحت الجلد.. كذلك هناك خطورة لنقل الإصابة بالتهاب الكبد، هناك الحساسية للوشم بسبب الحساسية للزئبق الموجود في اللون الأحمر، وهذه المشكلة شائعة الحدوث.. كذلك هناك التهاب الجلد بالتماس الذي قد ينجم عن مادة بارافنيل ديامين الموجودة في بعض أنواع الوشم.. كما قد يتدَّخل الوشم في بعض الفحوصات الطبية ويشوشها مثل الرنين المغناطيسي وبالتالي يؤدي إلى تشخيص خاطئ وذلك بسبب وجود أكسيد الحديد أو المعادن الثقيلة الأخرى في مادة الوشم.
كما يؤدي الوشم إلى حدوث ندبات وأحياناً ندبات ضخامية (جدرة).
إزالة الوشم:
مع الوقت يتوصل الكثير من المرضى إلى قرار إزالة الوشم ورغم وجود العديد من الطرق الناجحة لإزالة الوشم مثل الليزر أو الاستئصال أو سنفرة الجلد ولكنها تعتبر مكلفة وطويلة الأمد وقد تؤدي إلى ندبات أو تبدلات في لون الجلد المعالج.. وأفضل هذه الطرق هو الليزر رغم أن الجلد لا يعود كما كان عليه قبل الوشم.
تثقيب الجلد:
يُلجأ إلى تثقيب الجلد لوضع المجوهرات ضمن هذه الثقوب ويعتبر تثقب الآذان مقبولاً لدى الفتيات، ومتعارفاً عليه سواء في المجتمع الغربي أو الشرقي، ولكن في الـ 25 سنة الأخيرة اتسع هذا الإجراء وتعدى الآذان إلى الشفاه، الأنف، الحواجب، اللسان، حلمة الثدي، السرة.. وتعدى ذلك لدى الإناث إلى الذكور وأصبح يعتبر من أشكال الموضة الحديثة وقد يلجأ له الشاذون في أجزاء من الجسم غير مقبولة.
مشاكل تثقيب الجلد:
أكثر مشاكل هذا الإجراء حدوثاً هو الندبات الضخمة (الجدرة) وتشاهد أكثر في الهنود الحمر والإفريقيين.
إن علاج هذه الندبات صعب ويحتاج للجراحة أو حقن الكورتيزون أو حقن الأنترفيرون أو كريمات موضعية أو العلاج بالبرودة بالآزوت السائل وأحياناً قد نلجأ إلى مشاركة العديد من المعالجات.. والتأثير الجانبي الأهم هو حدوث الحبيبوم المقيح وهو عبارة عن تكاثر وعائي مكان الوخز يسبب نزفاً عند لمسه ولا بد من إزالته.. كذلك قد يحدث التهاب جلدي وغزو للجراثيم وأكثرها حدوثاً في حال تثقب الآذان المتكرر الذي يؤدي لالتهاب الجلد بالعصات الزرق..
وتتشكَّل خراجات وقد يحدث التهاب في الغضروف الأذني وقد تحدث صدمة سمية وكذلك قد يحدث نقل لفيروس التهاب الكبد في حال عدم التعقيم للجلد.
وبعد وضع المجوهرات قد تصبح هذه ضيقة جداً على الجلد كما أنها قد تسبب التهاب جلد واكزيما بسبب المواد المحسسة الموجودة بها مثل النيكل وهذا يؤدي إلى حكة مزمنة وفي حال حدوث هذه التحسس يجب الابتعاد عن هذه الحلي والاستعاضة عنها بالمجوهرات المصنوعة من الستنالس أو الذهب أو البلاتين.
إزالة الثقوب:
قد تنقطع هذه الثقوب بسبب المجوهرات عرضياً أو بسبب الرضوض وهذا يؤدي إلى تشوه دائم في الجلد يحتاج لإجراء جراحي تجميلي وقد يحدث رض للأسنان بسبب هذه الحلقات الموضوعة على الشفاه واللسان وهذا يحتاج لتدخل طبيب الأسنان.
كذلك فإن إزالة هذه المجوهرات بعد فترة تؤدي إلى حدوث ثقوب واسعة غير قابلة للإزالة وتحتاج إلى الجراحة التجميلية.
بعض التزينات الجلدية الغريبة:
وهنا نذكر إجراءات غريبة للغاية فقد يلجأ بعض الأشخاص إلى إحداث ندبات ضخمة في أجسامهم عمداً وهنا لا بد من أن هؤلاء لديهم عوامل نفسية خاصة شاذة وأحياناً يعمد إلى قطع الجلد باستخدام أدوات معدنية ساخنة مما يؤدي إلى وضع علامة محددة على الجلد دائمة ومميزة.
إجراء آخر أكثر غرابة هو شق اللسان فيصبح بشكل الشوكة وإضافة للالتهابات والأمراض الفيروسية التي قد يسببها هذا الإجراء فإنه يؤدي إلى لثغة دائمة عند التحدث.
وختاماً ينصح بالتفكير قبل أخذ القرار لاستخدام أي من هذه الإجراءات وعند حدوث أي اختلاط استشر طبيب الجلدية عاجلاً وتذكَّر أن ما هو موضة الآن قد يصبح عيباً في المستقبل.
د. ترف الفتيّح
عيادات ديرما - الرياض |