Saturday 11th December,200411762العددالسبت 29 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

(الرفق) أولاً في تربية الطلاب (الرفق) أولاً في تربية الطلاب

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
تعقيباً على مقال الأخ فهد سعد العتيبي (لم يعد للعصا مكان في مدارسنا) حيث أجاد الطرح وتساءل عن علاج لتلك المشكلة، وأقول: ننطلق في معاملتنا للطلاب (بالرفق والتأني ومخاطبة الفكر) ونتحاور لأجل تغيير سلوك ما أو أن يقنع أحدنا الآخر ولم يترك لنا الإسلام شيئاً إلا دلنا عليه سواء في عباداتنا أو معاملاتنا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى معاملة من هم تحت أيدينا بالرفق واللين والعطف، والقاء السؤال واستنتاج الجواب من المتلقي أو حوار مع الذي أخل بالسلوك، ففي الحديث الشريف يبين لنا الرسول التربية المستقيمة التي لا تجرح المشاعر، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه). وعن أبى الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير) فالمشكلات المدرسية تتنوع وتتعدد سواء كانت مشكلة مدرسية متعلقة بالتأخر الدراسي أو مشكلة سلوكية متعلقة بسلوك الطالب سواء كان سلوكاً عدوانياً أو حركة كثيرة أو خجلاً أو اضطراباً نفسياً. فالسلوك الإنساني هو تعبير عن حاجة لم تشبع بعد، أي إن الفرد عندما يصدر سلوكاً عدوانياً في الفصل أو خارجه فسلوكه العدواني هو سلوك خفي يجب علينا اكتشافه ومصدر بلوغه من أين أتى ويتبين ذلك من خلال دراسة الحالة للطالب وبالتالي نكتشف ان الطالب يتعرض إلى سلوك عدواني من المنزل سواء من الأب أو الأم أو الأبناء، والطالب يلعب السلوك العدواني في المدرسة فهنا تأتى مهمة المرشد الطلابي في علاج ذلك السلوك العدواني، وهنا نرجع إلى رب الأسرة وعليه أن يغير المعاملة إلى معاملة رحمة وشفقة ورفق وتعديل سلوك الطالب من خلال تقديم جائزة له عندما يتبع سلوكاً مرتضياً ويجعل ابنه يتحدث من نفسه لماذا أؤذي الآخرين ويصدر له الأب توجيهاً أبوياً ابني كرر العبارة التالية: (يجب ألا أؤذي الآخرين)، ويعرف ذلك بحديث الذات ويقدم الأب مثيراً حسناً أي يشجعه ويثني عليه عندما يتبع سلوك حسناً وبالتالي نحصل على استجابة حسنة في عدم إيذاء الجيران أو اخوته الصغار. وكذلك يعمد الأب إلى تشكل سلوك ابنه من جديد بحيث يبدأ معه بتعليمه احترام الآخرين واخوته وأن للآخرين حقوقاً يجب اتباعها وعلى الأب أن يبعد ابنه عن مثيرات غير مرغوب فيها، أي لا نجعله يتعلم سلوكاً سيئاً من الأقران، وإذا تعلم سلوكاً غير مرغوب فيه فإن عليك محو هذا السلوك بتعليمه سلوكاً حسناً وتحاول أن تقنع الابن بفكرة إيجابية فإنها سوف تحل مكان الفكرة السلبية، وبهذا محونا السلوك السيئ وهذا ما يعرف بالتحصين التدريجي. وكل هذه الافتراضات تعتبر تعليماً بالرفق، فالرفق هو أساس تعليمنا في المدارس. وعلى المعلم والمرشد والوكيل والمدير مراعاة التربية بالرفق وتطبيق وسائل التربية الحديثة بمخاطبة فكر الطالب ومحاولة تعديل سلوكه وفق فنيات علمية منها التعزيز للسلوك الحسن وإقصاء السلوك السيئ وتمثيل القدوة الحسنة وتقديم هدية أو جائزة عندما يتبع سلوكا حسنا وتتجاهل السلوك السيئ ونشكل سلوكه من جديد ونحصنه من الأفكار المنحرفة ونزرع له أفكارا عقلانية والتنفير من السلوك السيئ. والله الموفق،،

صالح محمد العنزي
مرشد طلابي بمدرسة البراء بن
مالك ببريدة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved