كتب الأخ صابر سالم اليامي موضوعا بعنوان (أعطوا الأخصائي الاجتماعي الإمكانات حتى يؤدي دوره) في عدد الجزيرة 11757 وتاريخ 24 شوال 1425هـ تحدث فيه الأخ عن بعض (النواقص) كما يسميها والتي تفتقر إليها أقسام الخدمة الاجتماعية في بعض المستشفيات وقد أجاد الأخ صابر في طرح موضوعه، ومن هنا أحببت أن أكمل ما بدأه وأذكر بعض المشاكل والصعوبات التي تعترض طريق الخدمة الاجتماعية والأخصائي الاجتماعي وتعيقهما عن أداء دورهما على الوجه المطلوب..
* عدم اهتمام المسؤول أصلا بالخدمة الاجتماعية واعترافه بها وبأهميتها أو أهمية دور الأخصائي الاجتماعي، بدليل أن هناك الكثير من الأخصائيين الاجتماعيين أقحموا في أعمال لا تمت لتخصصهم بصلة، وخصوصا الأعمال الإدارية.
* بعض المستشفيات لا يوجد بها قسم للخدمة الاجتماعية ولا حتى أخصائيين اجتماعيين وهذا دليل آخر على عدم الاعتراف بالمهنة.
* في بعض الدول تأتي الخدمة الاجتماعية في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بعد المحاماة والطب بينما لدينا فإنها تقبع في آخر سلم الوظائف والمهن وربما لا تكون.
* عدم وجود مكاتب مرموقة للأخصائيين الاجتماعيين وإن وجدت فحدِّث ولا حرج ؛ فهي إما مشتركة أو إنها تفتقر إلى أبسط الإمكانات التي يحتاجها الأخصائي كالتليفون المباشر، وجهاز الفاكس، وآلات التصوير وغير ذلك. وحتى مكان المكتب لا يعمل له حساب، فإمَّا أن يكون في الممرات أو في منطقة مكتظة بالمراجعين والمرضى.. بينما المفروض أن يكون بعيدا عن ذلك حتى تتوفر فيه السرية للمريض.
* تقصير الإعلام فيما يخص الخدمة الاجتماعية والأخصائي الاجتماعي، وخصوصا التلفزيون ، فمن منكم شاهد يوماً برنامجاً أو ندوة عن ماهية الخدمة الاجتماعية وأهميتها وفاعليتها في المجتمع ومن هو الأخصائي الاجتماعي وما هو الدور المناط به؟ وماذا يجب أن يفعل؟ وأخيرا ما هي العقبات والمشاكل التي تعيق الخدمة والأخصائي عن أداء أدوارهما.
* عدم تدريب الأخصائيين الاجتماعيين وشبه انعدام للدورات في هذا المجال وبذلك تكون معلومات الأخصائي قديمة، وقد لا تواكب ظروفاً ومشاكل هذا العصر الذي كل يوم فيه جديد.
* عدم تعاون بعض الجهات التي ترتبط بالخدمة الاجتماعية وتقدم لها العون والمساعدة في كل ما من شأنه خدمة المريض المحتاج وبذلك قد يحبط الأخصائي الاجتماعي وتضعف همته ويداخله اليأس. فلا يعمل بجد وإخلاص في قادم الأيام طالما هو يعرف مسبقا بأنه سيعود خالي الوفاض صفر اليدين وبخفي حنين.
* أحيانا كثيرة لا يكون هناك أي اعتبار لرأي الأخصائي الاجتماعي فيما يخص المريض وخصوصا فيما يتعلق بالجوانب النفسية والأسرية والاجتماعية للمريض والتي قد تساهم كثيرا في علاجه ويفرض على الأخصائي الاجتماعي والمريض ما يقرره الطبيب فقط حتى وإن كان يتعارض مع مصلحة المريض ويكون ذلك بحجة أن الطبيب يرى بأن الأخصائي يتدخل في عمله وللأسف فغالبا ما يؤيد هذا من قبل الإدارة.
* اصطدام الأخصائي الاجتماعي ببعض العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي تعيقه عن أداء عمله مكتملا ومن ذلك مثلا صعوبة إجراء العلاج الأسري الجماعي الذي تتطلبه أحيانا حالة المريض.
* يعتبر الكثير من الناس أن عمل الأخصائي الاجتماعي تدخُّلا وتطفُّلا على حياتهم الأسرية وأسرارهم الشخصية فلا يتعاونون معه أبدا، وربما لا يقبلونه على الإطلاق.. وقد يكونون معذورين في ذلك؛ فهم لا يعرفون ما معنى (خدمة اجتماعية، أو أخصائي اجتماعي) ولم يجدوا من يوعِّيهم بذلك..وربما أن الأخصائي الاجتماعي لم يعرف كيف يصل إلى قلوبهم وعقولهم.
عبدالرحمن عقيل حمود المساوي
أخصائي اجتماعي
الرياض: 11768
ص.ب: 15546 |