تعقيباً على ما كتبه مندوب جريدة الجزيرة بمحافظة طريف محمد بن راكد العنزي بعنوان (انهم يختلقون البطالة) وهو حول اختبار خريجي كلية المعلمين عند تقدمهم في وزارة التربية والتعليم. من هنا اعقب واقول: ان الفرحة لتغمر قلوبنا وتقر عيوننا حينما نسمع خبر قبول ابنائنا في الكليات بشكل عام وكليات اعداد المعلمين بشكل خاص، لأن هذه الفرصة لا شك ولا ريب بداية الحصاد العام لجهد سنوات طويلة وراحة وطمأنينة لمستقبل ما تبقى من العمر الذي به تحصل المصالح والتغلب على أمور الحياة المملوءة بالظروف المختلفة لشباب هذه البلاد، فنجد الطالب من حين قبوله في هذه الكلية بالذات يعد العدة لبناء مستقبل زاهر ويعتبر نفسه موفقاً وكأنه لم تحصل له اي معاناة في السنين الماضية ولكن الذي يحز في النفوس ما سمعناه في هذه الأيام ان خريجي كلية اعداد المعلمين لابد ان يخضعوا إلى امتحان اطلق عليه مسمى (اختبار الكفاءة) بعد دراسة 16 سنة فقد يسأل البعض عن سير هذا الأمر وهل هو فعلاً سوف يطبق فإذا كان فعلاً سوف يطبق على خريجي كلية اعداد المعلمين فالجميع يعلمون جيداً ان الطالب قبل استلامه لشهادة كلية اعداد المعلمين قد يمر بمراحل تعليمية وتقييم مستمر ومتابعة ادارية مرتبطة بمراحل زمنية وهذا التقييم جدير بالمعرفة التامة عن جدارة الطالب ولعلي اسرد جميع المراحل التي يمر بها الطالب حتى يتخرج من الكلية التي تؤهله إلى الانخراط في سلك التدريس وبدون اختبار الكفاءة الذي قالوا عنه مؤخراً وهذه المراحل:
* دراسته ثلاث مراحل ابتدائي ومتوسط وثانوي يخضع الطالب من خلالها إلى متابعة تعليمية وتربوية واسرية ودينية واجتماعية مما جعله يجتاز هذه المراحل الثلاثة.
* اجتياز اختبار القدرات الذي يعقد له.
* تجاوز المقابلة الشخصية التي تعقد لها لجان رفيعة المستوى التي من خلالها يمكن قبوله من عدمه.
* ثم ابتداء المرحلة الرابعة والمهمة وهي الامتحان التحريري الشامل الذي من خلاله يتم قبول الطالب من عدمه.
* خضوعه خلال الاربع السنوات الدراسية الى المتابعة الميدانية والدراسية المنهجية المنتهية بالتطبيق في المدارس برعاية مدرسي الكلية الذين يعدون عنهم تقارير وبها يتم اجتياز الطالب مرحلة التقييم بنجاح تمهيداً للتخرج وحصوله على درجة البكالوريوس الذي يتمناها عاما بعد عام.
* وهنا يبدأ الاختبار النهائي الذي يؤديه الطالب وهو يهني نفسه اذا تجاوزه انه سوف يصبح معلماً بعد معاناة وجهد وتضحية وظروف مختلفة وبعد هذا كله في نصف ساعة يحدد مصيره هل يصلح معلماً ام لا. فأقول: لماذا نصف ساعة تضيع الاحلام وتقضي على الطموحات؟! ثم اريد ان أسأل سؤالاً: ما هو الأمر الذي تكشفه مقابلة نصف ساعة بعد كل هذه المراحل الدراسية؟! ثم من يتحمل المسئولية ان يقال هذا المتخرج لا يصلح معلما؟! وليس من الوفاء والاحسان ان يقال للطالب بعد اربع سنوات في الكلية انت لا تصلح معلما!!.. اين يذهب؟! وماهو شعوره بعد هذا العناء؟! اجزم واقول: ان هذا الأمر لا يخدم المصلحة العامة والمصلحة الخاصة.. والله الموفق.
فريح شاهر الرفاعي / المدينة المنورة - ص.ب 15456 |