نعيش أيامنا بشيء من التفاؤل، نمضيها بآمال حلوة، نحاول جهدنا إبعاد الأيام السوداء من توقعاتنا.. نحاول أن نرى الدنيا ببياض ناصع، نضع النجاح نُصب أعيننا، نسعى إليه ونتوقع حدوثه أكثر من غيره..أتعجَّب كثيراً من أولئك الذين يرون الدنيا سوداء مظلمة لا أمل، لا تفاؤل ، لا نجاح ، لا فائدة.. يرونها من خلال عدسات شديدة السواد حالكة العتمة وضعوها أمام أعينهم بمحض إرادتهم.. يقفون أماكنهم دون أدنى نشاط وبلا أي عمل يذكر أو إنتاجية تُحسب لهم.. نصبوا لأنفسهم بروجاً عاجية يرون الناس والمجتمع من خلالها بعلو وتكبُّر.. فقط ينتقدون، يحبطون ، يكسرون ويثبطون كل بادرة نجاح بقصد الإصلاح والتوجيه أو بمقاصد أخرى..هؤلاء هم الظلاميون.. الوبال في إداراتنا ومؤسساتنا.. هم نقاط التوقف والتثبيط في طريق التطور والنمو.. نراهم وغيرهم في أطروحاتهم وفي كتاباتهم وخطاباتهم وأحاديثهم وخطبهم وحتى أحياناً في تعاملاتهم وردود أفعالهم تجاه الإنجازات أو حتى المحاولات.
بعض هؤلاء يرى نفسه الوحيد الصالح في هذا المجتمع والذي يستطيع أن يرى ويتوقع ويخمن ما سيحدث في المستقبل.. وأنه هو الوحيد الذي يملك الجرأة على تفقد الآخرين وبأي أسلوب شاء وفي أي وقت أراد لأنه ببساطة هو أصلح شخص في مجتمعه ويراقب الله في أقواله وأفعاله أكثر من غيره.. انجازات الآخرين هي واجب عليهم وإخفاقاتهم هي ما اعتاد أن يراه وينتقده ومحاولاتهم هي مجال لتهكُّمه وسخريته.. الكل في مجاله يعمل ويحاول ما هو فقد كرّس جهوده للنقد والتهميش والتثبيط.. ليست المشكلة أن صحافتنا ومنتدياتنا في الإنترنت وغيرها تزخر بالكثير منهم وأن مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية تحوي أعداداً كبيرة منهم.. ولكن المشكلة تكمن في أن لهؤلاء من يسمع لهم ويضع نصب عينيه ردود أفعالهم قبل وأثناءوبعد العمل..وبعضهم من يثنيه نقدهم عن الاستمرار فيه وتحقيق النجاحات المرجوة والتي كان يرسم لها طويلاً..نحن بحاجة إلى تحجيم أولئك الظلاميين أعداء النجاح ووضعهم في أماكنهم الصحيحة لأنهم فعلاً عقبة في طريق نجاحاتنا.
وقفة
ملتقى السيف الثقافي
يعجبني كثيراً تفاني الأستاذ محمد عبد الكريم السيف وإصراره على الاستمرارية والتطوير لملتقى السيف الثقافي.. والذي نلمس جميعاً تطور هذا الملتقى شهراً بعد شهر، وأهمية المواضيع التي يطرحها مرة بعد مرة.
يبقى ملتقى السيف الثقافي هو النشاط الثقافي الوحيد الذي يسير باستمرارية ولو ببطء دون انقطاع وبمجهودات فردية بالرغم من وجود المؤسسات الثقافية والمعنية بمثل هذه النشاطات..
لا نملك إلا أن نشكر الأستاذ محمد عبد الكريم السيف والدعاء له بالتوفيق وإلى مزيد من النجاحات والتطور.
|