Saturday 11th December,200411762العددالسبت 29 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

هذا.. عيدنا هذا.. عيدنا
خالد عبدالعزيز الحماد ا/متوسطة الشيخ البليهي- بريدة

تفاجأ أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - بمشهد الفرح والسرور الذي يعيشه بيت النبوة يوم العيد، فقال له المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: (إن لكل قومٍ عيداً وهذا عيدنا) رواه البخاري.
أراد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن يبين أن لكل أمة من الأمم يوما يجتمعون فيه، تظهر في هذا اليوم عاداتهم وعقائدهم ومناسكهم فكل قوم يفرحون بطريقتهم الخاصة التي يمليها عليهم دينهم، ولذلك حذر رسولنا الكريم من المشاركة أو حتى الاقتراب من المكان الذي يقام فيه عيد أمة من الأمم غير المسلمة ويوضح ذلك قصة الصحابي الذي أراد أن يفي بنذره فسأله صلى الله عليه وسلم عن المكان الذي يريد أن ينذر فيه (هل تعبد فيه أوثان من أوثانهم؟ فقال الرجل لا. فقال: هل بها عيد من أعيادهم؟ قال: لا. فقال عليه الصلاة والسلام : أوفِ بنذرك) الحديث بمعناه.
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال: (لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم).
فيوم العيد مشهد حافل يترجم فيه القوم مشاعر الفرح لكنه نابع من عقيدة وشريعة فهو عبادة؛ لأن ذلك اليوم لا يخلو من إملاءات هذه العقيدة وبما أن الأمم تحتفل بأعيادها فنحن- المسلمين - لنا عيد.. لكنه عيد يخصنا عند مشرَّع من قبل السماء.. عيد لا تفسد فرحته وتعكر صفوه أو فرحته أهواء البشر وأفكارهم بل هو عيد تمليه علينا شريعتنا السمحة (وهذا عيدنا) عيد أي يوم نجتمع ونفرح فيه فرحاً لا يتعدى حدود ديننا.. فرحاً لا ننسى فيه خالقنا بل نملأه بالتكبير والتهليل والذكر الكثير ونستفتحه بالصلاة.. والشكر والحمد لله الذي وفقنا وهدانا وأرشدنا إلى صراطه المستقيم.. عيدنا توقيته ليس عبثاً أو جاء هكذا بل هو تتويج لأيام فضيلة وعبادة جليلة وعيدنا هذا اسمه عيد الفطر أي يحرم فيه الصيام لأن الفرحة والسعادة يجب ان تعم الجميع فالكآبة والانقباض والحزن لابد أن يرحل ويتماهى ويذهب فتشرق الأنفس وتضيء الوجوه بهذا اليوم السعيد الجميل.. الحقد والحنق والحسد كلها لابد أن تذوب من الأنفس وتذهب وتزول وتؤكد صفاء الأنفس ونقاءها قبلة العيد الباسمة..
يا سلام.. نحن في نعمة كبيرة شهر كامل أيامه كلهاعيد من أول رمضان إلى هذا اليوم الذي هو نهاية أيام العيد.. شكراً لك ربي لا نحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
أحبائي.. يوم العيد احتفال كبير ومشهد فرح ويوم فضيل أمر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الجميع بأن يشاركوا بهذا التجمع وينهلوا من خيره.. فالبيوت صغيرها وكبيرها نساؤها ورجالها أمرهم بالخروج (العواتق وذوات الخدور والحيض) حتى المرأة التي لا تجد جلباباً قال (فلتلبسها أختها من جلبابها).
إذاً هذا اليوم فيه خير ودعاء لابد أن يحضره الجميع ليشمله هذا الخير ويعمه هذا الأجر.. عيدكم مبارك وكل عام تملأ البسمة وجوهكم وتغمر الفرحة نفوسكم أسأل الله أن يتقبل منَّا ومنكم.. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أسطري الأخيرة..
- (سنن العيد ثلاث: المشي، الاغتسال، الأكل قبل الخروج) (سعيد بن جبير).
- مواصلة الخير والعمل الصالح والمداومة عليه بعد رمضان من علامات القبول فعليك بصيام ست شوال لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله) (مسلم).
- في رمضان لين القرآن قلوبنا ورقق نفوسنا وجعلنا نعيش في أخوة وروحانية أزال الصدأ والغشاوة عن القلوب وذوّب الحقد والحسد وجاء العيد فليكن العيد فرصة لتأكيد هذا النقاء والصفاء ونقل حياة القلوب من رمضان إلى ما بعد رمضان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved