Saturday 11th December,200411762العددالسبت 29 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ثلاثون دقيقة من الحوار في معية وزير التربية والتعليم ثلاثون دقيقة من الحوار في معية وزير التربية والتعليم
ناصر بن عبد العزيز الرابح/ مشرف تربوي بتعليم حائل

نتفق جميعاً أننا بأمس الحاجة من أي وقت مضى أن نتكاشف ونتصارح ونقول الحقيقة حتى وإن كانت مرة فالدواء كله مر ولكن كم عالج من أسقام وأمراض وجبر كسور والتأمت به جروح والحقيقة هي الدواء الناجع لبعض المعضلات والمشكلات الإدارية التي دبت في بعض من مؤسساتنا الحكومية التي تستلزم علينا جميعاً أن ننقلها لكل من ولي أمر الوطن ومصالح المواطن بعيدين عن الأهداف والغايات والمصالح والمنافع الخاصة آخذين في الاعتبار أن الحقيقة ليست وقفاً لفئة محددة او على فرد معين ناهجين نهج الأوائل الذين شيدوا مجداً تليداً وحضارة عريقة لما صدقوا في القول واخلصوا في العمل.. وإذا كنا ننشد المجد والعزة والرفعة والتقدم كان ولا بد من أن نسير على خطى أسلافنا في القول والعمل وهنا يأتي دور المسئول الواعي والمخلص الذي يدرك أنه بشر وكلنا كذلك وأن علمه قليل وبعض عمله يعتريه الخل والزلل وأن فتح القلوب واتساع الصدور والاستماع للآخرين وقبول ما عندهم دون تضجر وتذمر أو تسفيه وتحقير ينم عن وعي وإدراك وإحساس واستشعار وهذه السمات نفتقدها في تصرفات بعض المسئولين حيث يدعي بعضهم انه العالم والعارف وأن غيره جاهل وقاصر.. في مساء جميل ولقاء حميم جمعني بوزير التربية والتعليم حيث منحني ثلاثين دقيقة كنت فيها متحدثا وناقداً بينما ظل هو مستمعاً ومنصتاً.. تحدث قليلاً وكان حديثه عذباً وكلامه يزينه الأدب لم يرفع صوتاً أو يسفه رأياً بل لمست فيه حرصاً شديداً لكل رأي سديد أو نقد مفيد نابع من قلب سليم وعقل رشيد إنه وزير التربية والتعليم د. محمد بن أحمد الرشيد الذي استضافني ذات مساء في منزله بناء على اتفاق مسبق ولقد غمرني بحرارة الاستقبال أتاح لي حرية التحدث عن واقع التعليم مشترطاً في البداية أن لا أحد منا يستطيع أن يقول إن الحقيقة عندي، عندها اتفقنا ومنها بدأتُ أسردُ عليه الملاحظات الموثقة والآراء المقدمة وكان حسنَ الاستماعِ جيدَ الإنصاتِ استهوته بعضُ الاقتراحاتِ وطالبني بمزيد من التفصيل وإرسالها لمكتب معاليه.. حقيقة أقولها أنني سرت لأسلوب الحوار وحسن الاستماع وتشجيعه وتأييده بقوة لكل رأي سديد يخدم التعليم وتقبله لكل نقد يرى انه نابع من مخلص غيور.. ومن هنا تتأكد لنا حاجتنا الماسة من أي وقت مضى لأسلوب المواجهة والمكاشفة دون تمييز أو تفريق وأن الحوار يعد من ضرورات هذا العصر الذي فرضت علينا الحوادث والنوازل ونادى الكثير بضرورة الحوار والانفتاح مع الغرب فمن باب أولى أن نفعل الحوار فيما بيننا محترمين رأي الآخرين حتى وإن خالفونا بعيدين عن التسفيه أو التهميش ومسئولو الوزارة باختلاف مناصبهم مواقعهم ومنسوبوها يفترض منهم أن يكونوا قدوة للآخرين في الحوار والتحاور والأخذ والعطاء المبني على الاحترام المتبادل وحسن الظن بالآخرين وعندئذ نصل إلى ما نهدف ونطمح إليه وهذا ليس بعسير على من عقد العزم وشحذ الهمم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved