** تعدُّد الزوجات حقٌّ مباحٌ للرجل .. قيَّده الله سبحانه بالعدل كشرط أساسي وفي حال مجرَّد الخوف من عدم العدل (فواحدة)!.
** كم من الرجال حين يفكرون باستخدام هذا الحق ينظرون لأمر العدل وثمة أسئلة مطروحة بقوة الآن ..
العدل المساوي
العدل المعنوي ..
إذا لم يتحققا للزوجات فهل بإمكانهن مقاضاة الرجل على عدم عدله وارتكابه للتعدُّد دون أن يعدل وينفذ العدل كشرط أساسي لإباحة التعدد ..
** إذا كان الرجل خمسينياً وراتبه ألفا ريال وله من الأبناء تسعة وينوي الزواج بفتاة في الخامسة والعشرين .. فأين العدل هنا ..
أين القانون الشرعي المستنبط من وجه العدالة الرحمانية في منح الحقوق للبشر ..
أين يعدل هذا الرجل وكيف ومن أين .. وبأي وسيلة ..؟
** والعدل هل هو بين الزوجات في المسائل الجسدية والشكلية .. هؤلاء الأطفال التسعة التي جاءت ابنة الخامسة والعشرين لتلتقم منهم بقايا ألفي ريال .. أين العدل معهم وكيف يتحقق ..
** الداعية عمرو خالد طالب العلماء بالاجتهاد في مسائل تقييد التعدد .. وإحكامه بشروط تحمي حقوق المرأة وحقوق الأبناء وتحفظ عقد الزواج من أن يكون وسيلة تنفيس لنزوات الرجل!
** وتساؤل الداعية عمرو خالد تساؤل مشروع .. فإذا كنا ندرك أهمية مدارسة ومناقشة الفقه الإسلامي وفقاً للواقع المستجد وأحوال الناس وتواصيف زمانهم ومكانهم فإنّ تعدد الزوجات بلا قيد ولا شرط .. وما يتبعه من تهاون بعض الرجال وتخليهم عن واجباتهم وتعسفهم في استخدام حقهم في القوامة ضد الزوجات والأبناء دون أن يكون هناك مرجعية قانونية تحمي الحقوق وتردّ الظلم حيث تعتبر هذه مسائل نفسية ومادية لا يحسها إلاّ من شعر بها وأدرك أبعاد ظلمها ..
** بعثت لي فتاة تقول إن أباها كان يمنعهم من فتح التلفزيون على القناة الأولى السعودية إلاّ في أوقات نشرات الأخبار ويمنع عليهم متابعة المسلسلات .. ويمنع أمها وأخواتها من أبسط متع الحياة بدعوى حمايتهن من الشرور ..
تقول الفتاة والدها تزوج من فتاة في سنها هي .. وصار يرتدي (العقال) ويرتدي (الجزمة) البيضاء ويستمع إلى عبدالحليم وعبدالكريم عبدالقادر وخالد عبدالرحمن ..
وأصوات المطربين تتناوب في غرفته الجديدة!
من هذا الإحساس والإحباط والشعور الباهظ بالحزن والتناقض والاحتقار .. من يحاكمه .. من يعالجه .. من يدفع ضريبته ..
** إنني أتمنى على العلماء أن يجدوا في الاجتهاد في النظر والتدقيق في أمر التعدد وإمكانية تقييده بشروط وملابسات وحقوق وواجبات لا بد أن يؤديها المعدِّد .. فمقابل بدئه لحياة جديدة لا بد أن يسدد فواتير حياته القديمة كاملة وهذا العدل الذي أراده الله سبحانه وتعالى .. فكم هم العادلون وسط آلاف المعدِّدين ..؟
|