استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في قصر سموه بالرياض امس العلماء والمفكرين والكتاب والمثقفين والشباب المشاركين في اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في المنطقة الشرقية خلال الفترة من الرابع والعشرين حتى السادس والعشرين من شهر شوال الحالي.
وقد بدأ الاستقبال بتلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها.
ثم تشرف المشاركون في اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري بالسلام على سمو ولي العهد.
بعد ذلك ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ورئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الرابع الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين كلمة أوضح فيها أن وفرة الموارد البشرية في المملكة لا تقتصر على الكم ولكنها أيضا تتسم بالكيف والنوعية.واستعرض معاليه تطور الموارد البشرية في المملكة مؤكدا حرص الكوادر السعودية على التعليم والتدريب الوافي وقوة الارادة التي مكنتهم من شغل كل أنواع العمل.
وتحدث الشيخ الحصين عن أهمية الحوار ومساهمته في تعويد الفرد على التفكير المنطقي العقلاني الشمولي مشيرا معاليه الى أن هذا ما ظهر في اللقاء الرابع حيث أظهر الشباب الذين شاركوا في ورش العمل وفي أثناء اللقاء نضجا فكريا وتفكيرا موضوعيا وعقلانيا. وبين معالي الشيخ صالح الحصين أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الفكري اختط في هذا اللقاء خطة جديدة بدلا من الاعتماد على أوراق عمل حيث أقيمت ست وعشرون ورشة عمل في المناطق الثلاث عشرة في المملكة ومن نتائج هذه الورش كان موضوع حوار المشاركين في هذا اللقاء.
وأشار معاليه الى أن ورش العمل ضمت ستمائة وخمسين شابا وشابة تراوح أعمارهم بين ست عشرة سنة وخمس وعشرين سنة وضم اللقاء الرابع اثنين وستين شابا وشابة بالاضافة الى أربعين من رجال التربية والتوجيه والمهتمين بالفكر والثقافة.
وعدد معاليه المحاور التي بحثها المشاركون في اللقاء وهي الشباب والتعليم والشباب والعمل والشباب والمجتمع والثقافة والشباب والمواطنة مستعرضا اهتمامات المشاركين في هذه المحاور ورؤيتهم حيالها.
وعبر معالي الشيخ صالح الحصين عن شكره وشكر جميع المشاركين في اللقاء لسمو ولي العهد على اتاحته الفرصة لهم للالتقاء بسموه والاستماع الى توجيهاته. بعد ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز البيان الختامي وتوصيات اللقاء الوطني الرابع للحوار الوطني من معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين. ثم ألقى فضيلة رئيس محاكم المنطقة الشرقية وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد بن زيد آل سليمان كلمة عد فيها توجيه سمو ولي العهد حفظه الله بإقامة لقاءات للحوار الوطني الفكري مبادرة كريمة غير مسبوقة.وأشار فضيلته الى أن سمو ولي العهد أدرك برؤية بصيرة واقع احتياجات مجتمعنا ومتطلباته لمزيد من التقدم والاستفادة المتبصرة مما يجد ويفيد.. مبينا أن هذا مسلك الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لاقامة الحق يستمعون ويناقشون لتفهم ما يطرح وما يثار ويجيبون الاجوبة الشرعية الكافية لبيان شرع الله وبيان الحق واصلاح حياة الناس واقامة العدل ونشر الامن بينهم. وقال فضيلته دولتنا بحمد الله قائمة على شرع الله وتحكيم كتابه العزيز واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهذا عنوان التواصل الحميد وقوة ترابط المجتمع وازالة المفاهيم السلبية فالحق ضالة المؤمن أنيى وجدها أخذها.
واستعرض الشيخ محمد بن زيد آل سليمان القضايا الحيوية التي تمت مناقشتها في اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري مؤكدا أن الحوارات جرت في ظل أدب الحوار والمناقشات الموضوعية.وأثنى فضيلته على القائمين على اللقاء وادارتهم الطيبة له بأساليب حسنة موفقة فيها الانضباط وحسن التعامل والحزم الحكيم.
بعد ذلك تشرف عدد من الشباب المشاركين في اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري وهم عبدالرحمن بن ناصر الخريف طالب بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وباقر بن يحيى ال قريش طالب بالثانوية العامة في المنطقة الشرقية وعبدالكريم بن سعيد العمري طالب بجامعة أم القرى وعبدالحميد بن محمد قشقري طالب بالثانوية العامة في المدينة المنورة وعبدالرحمن بن عايد العنزي طالب بكلية المعلمين في تبوك وعبدالمجيد بن سعد الشهراني طالب بالثانوية العامة في أبها.. تشرفوا بإلقاء كلمات بين يدي سمو ولي العهد أعربوا فيها عن شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على توجيهه الكريم بعقد هذا اللقاء الوطني في قضايا الشباب وواقعهم وما يتطلعون اليه من خدمة لدينهم ووطنهم وقادتهم وأمتهم. وتطرقوا في كلماتهم الى المضامين والقضايا التي تم بحثها في ورش العمل وجلسات اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري مشيرين الى أنهم تحاوروا في مناخ فكري صحي يؤمن بالحرية المسئولة والانصاف والدقة والموضوعية حيال الافكار والاشخاص والحقائق والاحداث.
وأكدوا في كلماتهم أن الحوار من أهم الاساليب الحضارية التي بلورت الشريعة الاسلامية ضوابطها ومعاييرها وقدمتها للبشرية عامة في صورة وضاءة مشرقة.
ونوهوا بمبادرة سمو ولي العهد حفظه الله بانشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني معتبرين ذلك خطوة فعالة في تقدم المجتمع السعودي لما له من دور في تفعيل الحوار بين أبنائه.
كلمة ولي العهد
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية
بسم الله الرحمن الرحيم.. والحمد لله والصلاة على رسول الله الامين وبعد..
أيها الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أرحب بكم أجمل ترحيب وأن أعبر عن تقديري لمعالي الاخ الشيخ صالح الحصين ومساعديه وكل من نظم هذا الحوار عن الشباب وقضاياه.. كما أعبر عن شكري لكل أبنائنا وبناتنا الذين أثروا الحوار بالكلمة الصادقة والرأي السديد ان شاء الله.
أيها الاخوة الاعزاء.. انه مما يثلج الصدر أن نرى أن ثقافة الحوار بدأت تنتشر في مجتمعنا السعودي وأخذنا نناقش مشاكلنا بصراحة ونتحدث عن همومنا بصدق ونتداول الرأي في أمورنا كلها املين أن نكون ممن قال عنه عز وجل {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}.
أبنائي واخواني.. ومن بين قضايانا كلها لا توجد قضية أهم من الشباب وهم بعد الله عدة المستقبل وذخيرة الامة وهم العقول والسواعد التي تبني الحضارات وانني لارجو أن يكون شبابنا كالذين قال عنهم سبحانه {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}.
أيها الابناء اننا نستمع الى أصوات الشباب بقلوب مفتوحة وصدور واعية مدركين أنهم الاقدر على الحديث عن همومهم وطموحاتهم وعن مشاغلهم ومشاكلهم وسوف تجد هذه الاصوات ما تستحقه من عناية وذلك لاننا ندرك أنكم يا أشبال الملك عبدالعزيز أمانة في الاعناق وان الامل بعد الله معقود عليكم.
أيها الابناء أوصيكم بوصية سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأقول (بشروا ولا تنفروا.. ويسروا ولا تعسروا) والله المسؤول أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اثر ذلك أعرب فضيلة الشيخ صالح الحصين عن شكره لسمو ولي العهد على كلمته الضافية وتوجيهه الرشيد لابنائه الشباب داعيا الله أن يكونوا عند حسن الظن بهم. ثم قال سمو ولي العهد الله يبارك فيهم وان شاء الله يوفقهم لخدمة دينهم ووطنهم وأمتهم العربية والاسلامية.. وهذا أهم شيء يا أبنائي عليكم بتقوى الله والصدق في معاملاتكم وخدمة دينكم فوق كل شيء.. دينكم القوي باذن الله.. دينكم الوفي لكل أبنائه.. ما عدا الابناء الشاذين مع الاسف.. مع الاسف.. الانسان يتحسر من قلبه والله لانهم من أبنائنا مع الاسف.. والشيء الذي أكثر من الارهاب وأكثر من أي شيء هو سمعة الاسلام.. سمعة اسلامكم دنسوها في العالم كله.. الاسلام ولله الحمد نقي.. الاسلام شريف.. الاسلام عدل وحق وأخلاق ولكن مع الاسف.. أبناؤنا والشيطان والنفس وأعوان الشيطان الذين حدوهم الى هذه المسائل التي ما منها فائدة الا لاعدائكم ولكن ما نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل وشكرا لكم.
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد ال سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد وأصحاب المعالي الوزراء وعدد من المسؤولين.
وقد تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو ولي العهد.
|