ما أن بدأ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أول رحلاته المتواصلة لإجزاء مقاطعة الرياض إلا وتدفقت جموع من أهالي المدن والقرى في تسابق طالبين شمولهم بهذه الرحلة الخيِّرة لأنهم على يقين أن هذه الرحلات التي يبارد بها سموه ليست إلا بقصد الدراسة المباشرة لأوضاع منطقة الرياض وتفقد أحوال الأهالي وتحسساً لاحتياجاتهم في التطوير والتعليم والعمران وحشد وسائل التقدم الأخرى لبلدانهم وقراهم.
لقد حرص سموه الكريم - في البداية - أن يسمح وقت أصحاب المعالي الوزراء للمشاركة في هذه الجولات ليلمسوا عن كثب مدى الاحتياجات التي سيطالبهم سموه بإنجازها لتلك القرى والمدن الواقعة في هذه المنطقة، ولتوفير القناعة سلفا بأهمية المطالب .. غير أنه - حقاً - لا يستطيع كل مسؤول أن يواصل مسيرته اليومية ليلتقي بأهالي إحدى عشر قرية أو مدينة كما فعل سمو الأمير سلمان أثناء زيارته لمنطقة الوشم، واستنفدت منه ما لا يقل عن ست عشرة ساعة يوم الجمعة الماضية مواصلا نهارها بمسائها، ولهذا انفرد سموه بهذا المجهود، ومن سمحت ظروف عمله من الوزراء الانضمام للموكب ذلك اليوم لأن سموه محيط علماً بأن مستقبل المنطقة صائر الى مقاطعة وسيتركز جل العبء لمرافقها المختلفة على حاكمها في ظل نظام المقاطعات المنتظر تنفيذه بعد توفر الامكانيات لتطبيقه بحيث تتحول فروع الوزارات والمصالح الحكومية الأخرى الى وحدات مجمعة تدار مباشرة بواسطة الحاكم الإداري.
هذه الوظيفة الحساسة والمسؤولية الضخمة تتطلب الماما دقيقا ومسحا اجتماعيا شاملا تمهيداً للتخطيط لرفع مستوى الأفراد وايجاد الفرص الواسعة لاستغلال الطاقات البشرية في الزراعة والصناعة .. فسموه يناشد كل من يجتمع بهم خلال الاحتفالات الترحيبية بمقدمه يناشدهم جميعا أن يدونوا طلباتهم وينسقوا الاحتياجات التي ينقصهم توفرها لتطوير الخدمات القائمة واقامة السدود والطرق المعبدة لإعطائهم فرصا أفضل لتسويق المنتجات وإحداث المدارس للبنات والبنين وتحسين الرعاية الصحية إلى غير ذلك مما يحقق الرخاء في أوساط مجتمع المقاطعة ..
وأمس القريب قام بجولته إلى حريملاء وصلبوخ وسدوس بدعوة من المواطنين وشاهد ما هو قائم من المشاريع الضخمة كسد حريملاء الكبير واجتلاء غاباتها الكثيفة وغير ذلك مما هو واقع تحت التنفيذ من منجزات نافعة ووعد سموه بأن وثبة تقديمة ستقترن بمستقبل البلاد.
بشمول تام .. وقع هذا بالأمس القريب، ومن قبله كان بالزلفي والمجمعة وغداً وبعده سينطلق إلى أماكن أخرى يجد فيها الاستقبال والترحاب عن وعي وإدراك من أولئك وهؤلاء بما ستجلبه رحلات سلمان من خير وانعاش حضاري وارف للجميع إن شاء الله.
صالح السالم |