لا مبرر للاستغراب من ظهور ممثلنا في البطولة الآسيوية بهذا المظهر البائس، بل إن السبب في تلك الهزيمة هو هذا الاستغراب الذي كنا نخبئه لنعلنه في وقته!! لأن الحقيقة والواقع يقولان إنه لا فريق الاتحاد ولا غيره من فرقنا مع الأسف يمكنه في الوقت الحالي أن يرضي غرورنا ولو بانتصار نصف حقيقي! أي بالنتيجة دون المستوى. فحتى هذه لن نحصل عليها في ظل انعدام النقد الحقيقي الهادف واستبداله بديباجة مدح وكرم في توزيع الألقاب لكل من سجل أو صد هدفاً ولو بالصدفة! أيضاً في ظل هذا الجهل الإداري الذي تدار به أنديتنا سواء المتخمة مادياً لحد البذخ أو الفقيرة لحد البؤس! ومن شاهد التحليل الرياضي قبل نهائي (أكبر القارات) وسمع مقدِّم البرنامج يؤكِّد على اعتزاله العمل الرياضي! طبعاً لم يفز الاتحاد وأحرج صاحبنا الإعلامي لكن ما هو شعور هذا المشاهد وهو يرى شباك الاتحاد تئن وتتخم بأهداف أحدث فرق كوريا وأقصرها عمراً، بينما كان مخدراً وكل تفكيره بكم هدف سيفوز الاتحاد أي أنه ألغى تماماً احتمال الهزيمة! تلك الأفكار هي ما سيعيدنا لزمن مضى كان الفوز فيه على كوريا أو الصين معجزة. أضف إليها تلك المقولة التي تضخمنا بسببها بطولة أكبر قارات العالم!! مع أن التقييم الرياضي ليس بالمساحة، بل بنوعية الإعداد ومدى الطموح. وخصوصاً أن القارة الأكبر في العالم تعتبر طفلاً رياضياً فلم ولن تحصل قريباً على بطولة عالمية حتى لو اشتركت بمنتخب واحد كل دولها! بل إنها وبهذا المنتخب لن تستطيع حتى هزيمة فريق دولة أوروبية كالسويد لا يصل سكانها لعدد سكان مدينة واحدة! لذلك ورغم تعود فرقنا السعودية في الماضي على مقارعة أندادها في تلك القارة والفوز ببطولاتها يجب أن نتوقف عن تزييف الواقع وتوزيع الألقاب على مزاجنا. فلماذا بدلاً من مقولة - أكبر قارات العالم - نستبدلها بمقولة - القارة الأقل إنجازاً كروياً بين القارات -؟!
صالح عبد الله العريني / البدائع |