Friday 10th December,200411761العددالجمعة 28 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "سين وجيم"

دعوت عليهم.. ثم أخذتني العاطفة وتراجعت.. دعوت عليهم.. ثم أخذتني العاطفة وتراجعت..

عملت في مؤسسة ضخمة يملكها أربعة أشخاص بعد وفاة والدهم بمرض الترهل والجلطة، وكان خالي الذي توفي من (50 عاماً) قد ساهم في إيجاد هذه المؤسسة. عملت في هذه المؤسسة موظفاً بارزاً لكن لم استمر فيها بعد علمي من أقارب لي (أنني غير مرغوب) فكرهت العمل بعد تحققي من ذلك حسب طريقتي الخاصة، وبعد سؤالات لبعض الأقارب المهمين فيها وخارجها فتركتها دون ضوضاء.. حينما خرجت (خارج) العمل وجدت كثيرين ضدها لمركزية الذين فيها واحتوائهم كل شيء وسلب الحياة والمال بطرق عجيبة، جزعت كثيراً وأصابني قهر كيف تكون هذه المؤسسة قد قامت على مثل خالي ويتنكرون لي وإذا كنت متهماً فكيف لم يناقشوا هذا..؟ كيف لم يشيروا إليه ولو بشكل شخصي فقط أخرج أخرج بدهاء ومكر وعدم مبالاة.
دعوت عليهم بعد خمس سنين تماماً، بدأت الفتن تزورهم مع تنوع المرض وكبر السن وشدة الحذر لكن أمر الله غالب، وكان قدراً مقدوراً.
خلال (عشرة أعوام) كنت أكتب لهم بحاجتي إلى: المال أسوة بمن هو بمنزلتي وبمن سبق أن أعطوه دون حساب، وكررت هذا لكن دون جدوى فكنت أكتب بأسماء آخرين وبدون جدوى.
بعد دراستي الطويلة لوضعهم ومن يحيط بهم أصابتني (العاطفة) مما يلاقونه من همٍّ وخلاف داخلي بين أولادهم وسقوط بعضهم بحالات نفسية مروعة.
هل هذا مني يمنع الدعاء السابق عليهم مع شدة الضرر التي لحقتني بسبب الإقصاء منهم؟
م. م. أ أندوسيا
ج يبدو لي أنك من بلاد (حضرموت) لوجود بعض اللهجة الحضرمية في الخطاب وأنك ولدت هناك وهاجر أهلك إليها قديماً.
في الإجابة على ما تسأل عنه هنا أمر لا بد من (وعيه) تعيه أنت وغيرك ويحتاج إلى فهم جيد عميق بحقيقة العدل، فإن من صفات الله سبحانه وتعالى صفة ذاتية، أن العدل المطلق ليس بينه وبين أحد من خلقه إلا صلة (الإخلاص) له سبحانه (وصواب القول) والعمل والاعتقاد وحقيقة مطلق الولاء, ومن هذا فإن الله تعالى لا يدع المخطئ هكذا، بل ينذره بما يلي:
1 بسط النعمة.
2 بسط القوة.
3 بسط الطمأنينة.
4 كثرة النسل.. والغنى.
**
1 طول الأمل.
2 بسط الطلب.
**
1 استغلال الغير للذات.
2 نعيم الراحة والحياة.
3 آمال في الخلود.
هذه ثلاث مكونة من 9 أمور يعيشها المرء وهي في حقيقتها (نذر عذاب) إذا علم أنه ظالم بصورة ما فلا يرعوي ولا ينظر حال مسكين أو مضيوم أو مقهور.
وسنّة الله تعالى أنه يأخذ (بالتدرج) حتى ليظن المرء أن المحن والفتن والمرض أمور عادية فيقاومها حتى إذا هلك أفاق، والسبب في هذا أن المرء قد يكون لا يحس بما يحس به المُسَاء إليه لأنه يعيش في (دائرة مغلقة) وحتى لو أدرك خطأه وظلم فإنه يعلل ذلك من هنا وهناك حتى تسلم له الحياة ويبقى هو.. هو.
ولهذا قال تعالى: {حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا} (24) سورة يونس.
وكذلك: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ}، إلى أن قال {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} (112) سورة النحل.
والكفر هو كفر النعمة الذي منه: ظلم الضعيف وعدم مساواته بغيره قصداً لسبب مادي يراه المرء بحيل نفسية ووشاية داهية مركزة حتى يقع الحيف ومن هنا يكون أمر الله.
فالله جل وعلا ينتصر للضعيف مهما كان ضعفه (ولو ملك العقارات والمال) ينتصر له ولو لم يدعُ، فهذا أمر لا بد أن تعيه وهي سنّة من السنن، لكن إذا كفى الإنسان عمن أساء إليه لسبب ما فلعلك تعود في هذا إلى ما يلي:
1 كتاب التوابين.. لابن قدامة.. (مهم جداً).
2 سورة يوسف.
3 سورة هود.
4 مجابو الدعوة.. لابن أبي الدنيا.
5 صور من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأمين دويدار.
والعفو مطلوب من (المسلم) وهي صفة عظيمة ولا يُؤتى هذه الصفة إلا من كان من أصحاب (عزائم الأمور) وكسبك الآخرة مع قليل حلال أكيد من الدنيا ومع ما ينالك من سوء هذا والله خير لك حين ترى ذلك عياناً عياناً.
كما أن العفو يزيل عنك الهم والتعلق بالدنيا، وقد يعوضك الله جل وعلا خيراً من ذلك من علم وأمن نفسي وصلاح حال لا يشعر بذلك إلا أنت وهذا أمر عظيم لو حصلت عليه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved