المُصاب بمرض نفسي هل يمكن عدم مؤاخذته قضائياً؟ وهل التجسمن هو اضطراب الشخصية؟
وليد حيدر الزهايمة/ الأردن
ج القضاء موهبة ربانية وهو أمر شديد بالنسبة لمن يتولاه وليس موهوباً وقد تفيد التجارب لكن خلال زمن طويل ليكون القاضي مكتسباً للموهبة ولو بصورة ما، ولا غنى للقاضي من هذه الأمور:
1 شدة التحري.
2 كثرة الاطلاع العميق.
3 الاستشارة وطول النظر.
4 التواضع والورع.
والقضاء أصل مهم في الحياة بشروطه كما ذكره القروم من كبار العلماء حتى القرن العاشر الهجري.
والمرض النفسي حالة معنوية يصاب بها المرء إما بسبب وراثي، أو يكون مكتسباً خاصة لمن يكون لديه استعداد لتقبل هذا المرض، ونظر هذا ونظر أمر القضاء يطول لكن أجمل الإجابة بشيء من التوازن حتى يمكن لمن يزاول القضاء أو الاستشارت أن يدركا أمراً مثل هذا الأمر فأقول:
المرض النفسي سواء وراثياً أو مكتسباً له ثلاث حالات وكم قد أشرت إليها:
الأولى: إصابة الشخص بالمرض قبل الجناية.
الثانية: إصابة الشخص بالمرض أثناء الجناية.
الثالثة: إصابة الشخص بالمرض بعد الجناية.
ومثل المرض النفسي قلّ من يدركه ما لم يكن ذا خلفية درائية عميقة، لأن كثيراً من حالات المرض النفسي قد تقود إلى الشك فيه بل إلصاق الجناية به وذلك لما يظهر على.. المريض.. من: قلق وتردد وخوف وقد يكون ذا عبارات وحركات غير لائقة فيحكم عليه من خلال ذلك ثم هو لا يحسن المدافعة لأنه لا يحسن التعبير وقد يسكت وقد يتنازل والحق معه، والمريض النفسي، قد يكون في حال طيبة حتى يظن أنه من العقلاء, وليس المريض نفسياً مجنوناً لكنه أقرب ما يكون إلى ذلك لأنه قد يعمل ويتزوج وينجب ويكون مثقفاً إلا أنه يعرف بالمرض لدى ذوي الدراسة العميقة الطويلة، ويعرف من خلال الجرأة وعدم الحياء أثناء الحوارات وعزوفه عن النوم ليلاً، وإحساسه بأنه فذ وكبير في وسطه الذي يعيش فيه وخارجه كذلك، وأنه موهوب وجليل القدر,
فالحالات الثلاث حسب فهمي تكون على هذه الحال:
الأولى تخفيف النظر.
الثانية تخفيف الحكم بالقرائن.
الثالثة يحكم عليه أوله حسب النظر.
أما بالنسبة لجنون ومرض المثقف أو الناقد أو الروائي فغالب هؤلاء الله جل وعلا يأخذهم على تخوف، ولهذا تجد المريض وإن بدا عظيماً ومجدداً ومنظِّراً يصاب بنفسه أو ذريته أو حياته النفسية بين زيادة وزيادة لكن قد لا يفعل سنن الله في أناس مثله في قرون مختلفة.
هذا النوع حسب رأيي وما عرض عليّ من حالات تحتاج إلى علاج مكثف لأنه لا يمكن أن يقر ولا بنسبة 1% أنه مريض بل هو: متفتح تام العقل والرأي، له أياد طويلة في: الثقافة والنقد والرواية.
وهذا النوع يصاب غالباً بمرض التحول فيكتب في: الرواية، والقصة, والسياسة، والتعليم، والنفط, ولا يمنعه هذا أن يكون فاهماً كذلك للشريعة فيفتي أو يصحح أو لعله ينتقد.
إذاً لا بد هنا من علاج مكثف يتراوح بين الهدوء والنقاش الحازم المركز وإحساسه بالأمن الصحيح دون تجريح لمشاعره أو لإحساسه بأنه عاقل وواع وحر بل ومجدد، وفي الغالب في جلسات نفسية خاصة يتضح المرض من خلال حالات كثيرة عضوية وكلامية يطمئن بعدها إلى حقيقته وحاجته الماسة إلى العلاج ولكن بشكل سري جداً.
أما التجسمن فهو (مرض نفسي) كان ممن بيَّنه الألماني (شتيكل) وقد قرأت له في (القاهرة) كثيراً، وهو عندي جيد في تحليله ولعله اطلع على آثار من (الطب النبوي) ،لا أدري، لكنه في تحليله وتعاريفه تكاد تجد لكل حالة عنده نصاً, كما تجد أنه ذو نفس طويل جيد.
والتجسمن قَرَنَهُ: (شتيكل) بالهجوم (الهستيري) لكن التحولي، وهذا يكون عند المثقفين والنقاد ويكون كذلك عند غيرهم.
وهذا المرض له سمات كالتقيؤ وشدة اضطراب القلب وسرعة النفس وآلام البطن والصدر خاصة والإحساس بالإرهاق ولا سيما الإرهاق النفسي، من كل مؤشر سيء خاصة قصص وروايات الجنس والفكر المضاد للفطرة ومشاهدة ما عساه قد يُثير أموراً تجره خلفاً إلى أمراض قد يصعب تلافيها،
وبين.. يدي.. بعض حالات كانت نتيجة لتعرض (البيت) إلى سوء التربية أو جعله واحة مفتوحة دون رقيب أو حسيب عاقل أمين، فهذه آمال أوجهها إلى المسؤولين في العالم الإسلامي والعربي لتكون يداً واحدة في صحة وسلامة الشخصية في العالمين.
والتجسمن يشعر به صاحبه لكنه يحيله إلى تغير الجو أو الوظيفة أو عدم التقدير لأنه عظيم، ومن هنا أهيب بالمعنيين الرسميين لملاحظة ذلك والتعمق في مثل هذه الحالات والعلاج ولو من بعد.
كما أهيب برجال التعليم لإدراك حالات ما قد تكون موجودة بين طلاب الصف (2ث و3ث) أو هي بوادر تدل على مثل ذلك.
وأهيب بالأسرة كثيراً لأن البيت هو المنطلق الأول لسلامة العقل والقلب.
|