سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - سلمه الله - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : كنت من المتابعين لسلسلة كتاب (هذه بلادنا) بجميع طبعاتها والتي تصدرها وتعنى بها مشكورة (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) ، ونشرت الجزيرة نبذة عنها ونقلت عنها بعض المعلومات في أعداد سابقة ، وهو جهد كبير قام به مؤلفون أكفاء وعلى مستويات علمية كبيرة وتخصصية ، وقد شملت معظم مناطق ومحافظات المملكة الحبيبة منذ تاريخ نشأة هذه البلاد وتضاريسها وعاداتها وتقاليدها وما مرت به من حروب ومواقع ، كذلك أهلها ورجالها من العلماء والمفكرين .. إلخ. وهذا الأمر لم يكن ليحدث - لولا توفيق الله - ثم عناية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) ، الرئيس العام لرعاية الشباب سابقا ، وكذلك متابعة الرئيس العام الحالي سمو الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه نواف بن فيصل بن فهد ، ومن واقع قراءتي وتمعني لهذه السلسلة لاحظت عليها الآتي :
أولاً : لم تكن شاملة جميع محافظات ومراكز المملكة مع وجود من يمكنه القيام بالكتابة عن بلده ، فمحافظاتنا تزخر بمتخصصين قادرين على الكتابة عن بلدانهم.
ثانياً : قدم الطبعات وتفاوتها فمن عام 1404هـ مرورا بعام 1405هـ و1407هـ و1412هـ وحتى 1418هـ مما يفوت الفرصة على أحداث وقعت مؤخرا.
ثالثاً : إغفال العنصر النسائي من الكتاب نهائيا إلا ما ندر ، مع العلم أن للنساء في بلداننا جهود كبيرة لا تخفى على أحد.
رابعاً : أيضا من الملاحظ في هذه السلسلة أن المؤلفين يسهبون كثيرا في حصر العلماء والمثقفين والذين حصلوا على شهادات عليا كالدكتوراه والماجستير ، وبعضهم ذكر حتى الذين حصلوا على البكالوريوس وهذا لا شك خير على خير ، ولكنهم أغفلوا وبشكل واضح وبطريقة ملفتة للنظر رجالات الأمن والعسكريين سواء كانوا ضباطا أو أفرادا من الذين ساهموا في خدمة هذه الأرض الطيبة ، وأرسوا دعائم الأمن والاستقرار وشاركوا في كثير من الأحداث الأمنية العصيبة التي مرت بها بلادنا الحبيبة كحادثة الحرم وخلافها ، كما أن هناك قادة عسكريين رأسوا قطاعات أمنية ودفاعية وعلى مستوى كبير ، فأين الإنصاف في هذا.
خامسا : وهو الأهم ويحتاج إلى وقفة المسؤولين في رعاية الشباب وإعادة النظر في هذه السلسلة وخاصة في بعضها وليس كلها ، وتحديدا في القسم الاجتماعي والوضع القبلي والأسري لتلك البلدة أو المدينة.
عبد العزيز بن راشد بن سليمان الرومي |