* الظهران - حسين بالحارث:
اختتم اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري المنعقد في الظهران فعالياته بإصدار بيان ختامي جسد ما دار في جلساته التسع التي ناقشت أكثر من 800 مقترح تحت شعار (قضايا الشباب.. الواقع والتطلعات)، وركز البيان الختامي على عدد من التوصيات، وكان من أهمها:يؤكد المشاركون في محور الشباب والتعليم على ضرورة وضع استراتيجية لتقويم التعليم بمختلف مراحله وتطوير هياكله، تأخذ في اعتبارها الثوابت والمتغيرات والتحديات الراهنة التي تواجه المجتمع، والنمو السكني المتزايد.. إلى جانب تطوير المناهج التعليمية وصولا لتحقيق البناء العلمي والفكري السليم للشباب، مع العناية بالآليات المحققة لتنمية الجانب التطبيقي، وتنمية قدرات التفكير الناقد والإبداع، وتربية النفس على السلوك القويم، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال واحترام الآخر، والتدريب على الحوار والمناقشة
*****
كما دعا المشاركون إلى التوسع في استخدام وسائل التعليم الحديثة من معامل ومختبرات ونظم للحاسب الآلي بما يحقق الجمع بين التعليم والتدريب، ويربط النظرية بالتطبيق، وينمي مهارات استخلاص المعلومة.. بالإضافة إلى التعجيل بشمول سائر مناطق المملكة بمؤسسات التعليم العالي موضع الآليات المحققة للقبول في المراحل الجامعية بما يستجيب للنمو الكبير في أعداد خريجي الثانوية العامة، ويوائم بين الرغبات والاحتياجات، وبما لا يؤثر على المستوى العلمي العالي للجامعات في المملكة، والتركيز على التخصصات العلمية التي تتناسب مع سوق العمل.. والعناية بالبحث العلمي، وتنمية قدرات الشباب وتطويرها في هذا المجال وتأسيس صندوق لتنمية البحوث العلمية.والتطوير المستمر لقدرات المعلمين عبر برامج ودورات تدريب مخصصة، وتوفير الحوافز للمتميزين منهم، ومراجعة الضوابط المنظمة والمقومة لأداء المعلم في جميع مراحل التعليم.
وتنمية القدرات الذاتية للطلاب من خلال تشجيع النشاط غير الصفي والتعليم العام والجامعي، ومعالجة المظاهر السلبية بين صفوفهم، والعمل على إشراكهم في بناء المستقبل من خلال اتحادات ومجالس طلابية.مشددين على أهمية التعجيل في تنفيذ بناء المدارس الحكومية بدلا من المؤقتة والمستأجرة وتزويدها بما يحقق البيئة التعليمية المناسبة.وفي محور الشباب والعمل، دعا البيان إلى دراسة مشكلة البطالة، وبيان حجمها، ومدى خطورتها، ووضع البرامج الكفيلة بمعالجتها، وإنشاء هيئة عليا للموارد البشرية تنظم عملية التوظيف في القطاعين العام والخاص، وتنسق جهود كافة الجهات المختصة في هذا الشأن.
والتشديد على تطوير آليات مشروع السعودة وإشراك القطاع الخاص في صياغته، والعمل على تكثيف برامج التدريب والاستفادة من المؤسسات المتخصصة في مجال التدريب وتطوير المهارات لتوفير الكفايات المؤهلة.وتطوير أنظمة العمل، ووضع حد أدنى للأجور، وتحديد ساعات العمل، بما يكفل الأمان الوظيفي، مع الموازنة في ذلك بين مصالح أرباب العمل وحقوق العاملين.
كما دعا البيان إلى إشاعة قيم العمل من المبادرة والمسؤولية وروح الجماعة والانضباط، مع تحقيق مبدأ العدالة وتوفير الفرص الوظيفية ومحاربة الفساد والمحسوبية.. واستثمار الموارد المالية الحالية بما يحقق موارد دائمة للمستقبل من خلال العناية بالمشروعات الإنتاجية، وتأسيس صندوق للأجيال تسهم فيه الدولة مع القطاع الخاص.أما في محور الشباب والمجتمع والثقافة فقد شدد المتحاورون على التواصل الإيجابي مع الثقافات الأخرى والاستفادة من معطيات العولمة مع تقوية الحصانة الذاتية للشباب.
بالإضافة إلى إشراك الشباب في قيادات مؤسسات المجتمع المدني وتيسير إسهامهم في قضايا الشأن العام.ودعا البيان إلى تشجيع التواصل الدائم بين الشباب باختلاف توجهاتهم، ونشر ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر، ودعوة المؤسسات المعنية بالشباب إلى توجيه عناية أكبر للاحتياجات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية لهم، وتخصيص برامج للموهوبين منهم.كما دعا البيان إلى تيسير حصول الشباب على المعرفة من خلال إقامة مؤسسات ومراكز ثقافية وأندية أدبية ومكتبات في جميع مناطق المملكة، وإعطاء الأولوية في ذلك للمناطق النائية وتوفير الموارد المالية اللازمة لها.والتأكيد على الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، والأيتام وذوي الظروف الخاصة، ومراجعة النظم المتعلقة بهم والبرامج المقدمة لهم.وتشجيع الشباب على المشاركة في العمل التطوعي بكافة أنواعه، وإنشاء مركز وطني للأعمال التطوعية يعنى بتنظيم العمل التطوعي والإشراف على برامجه واستقطاب كافة فئات الشباب للانخراط في أعماله.إلى جانب التأكيد على حضور صوت الشباب وتطلعاتهم في الإعلام، وزيادة مشاركتهم الفاعلة في الأجهزة الإعلامية وتأكيد مسؤولية الإعلام في بناء ثقافة الشباب المرتكزة على وعي بثوابت المجتمع.وفي محور الشباب والمواطنة دعا المشاركون إلى التأصيل الشرعي لمسألة المواطنة وتضمين ما يعزز حب الوطن والانتماء إليه في الخطاب الدعوي، مع الوعي بالعمق الاستراتيجي المتمثل في الأمتين العربية والإسلامية وبالعلاقات الدولية.
والتأكيد على تحقيق الانتماء الشامل للوطن ومعالجة مشكلة التعصب بكافة أشكاله، والدعوة إلى تحقيق التنمية العادلة والمتوازنة بين كافة المناطق في توزيع مشروعات التنمية وتوفير فرص التعليم والعمل والخدمات.
والتعجيل بدراسة مشكلات الشباب، وتأسيس هيئة عليا تختص بقضايا الشباب، وتعمل على وضع الخطط العامة التي تعالج قضاياهم وتعزيز الانتماء الوطني.إلى جانب تأمين سبل العيش الكريم للأسر المحتاجة والاعتناء بأفرادها، وتوفير احتياجاتهم الأساسية، وتطوير المناهج التربوية وتفعيلها بما يحقق تعزيز الانتماء الوطني.كما أكدوا على إعادة رسم البرامج الإعلامية التي تتناول الوطن وتطويرها بما يجعلها أكثر تأثيرا وتخليصها من الرتابة.. والاحتفاء بالمناسبات الوطنية وفي مقدمتها اليوم الوطني بشكل يشعر الشباب بقيمتها ودلالاتها، وذلك بوضع برامج علمية وثقافية في المؤسسات التعليمية والحكومية والأهلية.ورفع مخرجات ورش العمل الشبابية التي أقيمت في مناطق المملكة إلى جهات الاختصاص.كما رفعوا شكرهم وعرفانهم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على دعم فعاليات اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لإقامته.
|