Friday 10th December,200411761العددالجمعة 28 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

نقاط فوق الحروف نقاط فوق الحروف
الحرية الشخصية
حماد بن عبدالله الحماد *

لقد كفل الإسلام للإنسان حريته الشخصية، والتي لها مدلولات كثيرة وأفق كبير إلا أن هذه المدلولات والأفق بأي شكل كان لا تعني الانفلات من الأوامر والنواهي الشرعية، فالإنسان حر في ظل العبودية لله تعالى الذي هداه النجدين وشق له السمع والبصر، وبصّره بطريق أهل الإيمان وطريق أهل الفجور والكفران {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، فالإنسان يختار بدون إكراه {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} فإذا دخل في الدين وجب عليه التزام شرع رب العالمين أمراً ونهياً وفعلاً وتركاً وهذه الأوامر والنواهي ليست قيوداً وأغلالاً بل هي تفريج وإسعاد للمسلم في دنياه وأخراه، فالله تعالى الحكيم الخبير أعلم بما يسعد عباده وأعلم بما يضرهم ويشقيهم {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} والله تعالى خلق هذه الدنيا مملوءة بالأكدار والمنغصات فإذا التزم المسلم سبيل أهل الإيمان أكسبه ذلك سعادة واطمئناناً في هذه الحياة ويوم لقاء الديان {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} فإذا ركض الشيطان لإغواء بعض المسلمين وتزيين اقتراف بعض النواهي وترك الأوامر الشرعية وأوهمهم أن في هذا سعادة لهم وحرية واستمتاعاً حصل بذلك شقاء لهم {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} معيشة ضنكاً معيشة شقية في باطنها وظاهرها ولو أظهر ما يخالف ذلك فلابد أن تغلب الحقيقة الخيال {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً} وكما أن ذلك شقاء في النفس فهو شقاء للجميع كلهم ومنذر بوقوع عذاب على الجميع {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} فواجب على بقية المسلمين أن يردوا من غوى عن غيه رحمة به ورحمة للجميع كلهم، قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب) لهذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الإحسان عن تنكب طريق الاستقامة فإنه لا يمكن أن يوجد إحسان إلى شخص أعظم من أن يحال بينه وبين أسباب سقوطه في شباك عدوه حق العداوة إبليس أعاذنا الله وجميع المسلمين منه.

* كاتب عدل بالرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved