قد يمرعلى الإنسان يوم أو يومان أو ثلاثة لا يشرب فيها كأساً واحداً من الماء في فصل الشتاء، ويستعيض عن ذلك بما يروق له من المشروبات الدافئة كالقهوة والشاي والحليب، ولأنه وكما يقولون (الممنوع مرغوب) فقد كسرت هذه القاعدة وبحثت عن الماء لأنه لا يوجد أساسا في منزلي ماء!! بحثت عن ما يسمى ب(قناني) المياه الصحية التي تباع في كل (شارع وسكة) دون معرفة لمصدرها ولكنها الحاجة وما أصعب أن يحتاج الإنسان إلى شيء ما فما بالكم ب(الماء) أو (عصب الحياة) الذي لا غنى عنه البتة..!!
هذه (المقدمة) تجرني إلى (المشكلة) المزمنة من الانقطاعات المتكررة لشبكة المياه عن أحياء العاصمة وتجرني أيضا إلى الحديث المباشر مع صاحب الخلق الرائع والقلب الكبير معالي وزير المياه المهندس عبدالله الحصين.
أتحدث معه عبر هذه الرسالة العاجلة لا كصحفي ولا ككاتب زاوية أسبوعية (متواضعة) بل كمواطن أولاً وأخيراً، وأتحدث بلسان السواد الأعظم ممن يقطنون في رياض المجد والعز والكرامة، أتحدث بلسان أناس عانوا كثيرا من (معضلة) المياه .
نعم يا معالي الوزير لقد كانت مشكلة (الانقطاعات) المتكررة للمياه في بعض أحياء العاصمة تأتي في الصيف عادة مما يجعل الغالبية يستعينون ب(الوايتات) وبأسعار باهظة لمعالجة الأمر (مؤقتا) حتى يذهب الصيف وتعود المياه إلى مجاريها في بقية أيام العام ولكنها هذه المرة وعلى غير العادة (تفاقمت) واستمرت المشكلة المزمنة في فصل الشتاء وعطش الناس في هذا الفصل البارد وعادوا إلى الطرق (البدائية) القديمة لإحماء الماء للوضوء والغسول والاستحمام لأن (السخانات) متوقفة أو تعمل مع وقف التنفيذ .
يا معالي الوزير أتمنى أن تقوم بجولة على الأحياء الجنوبية أو الشمالية في الرياض لتشاهد بأم عينك المئات من (الوايتات) التي تجوب الشوارع وتقف عند المنازل لتسد رمقها من (الماء) بمقابل مادي كبير ، وأتمنى من معاليكم القيام بزيارة (حي المصيف الشرقي وحي المصيف الغربي) لتشاهد كم هي (المعاناة) التي يعيشها قاطنو هذا الحي وكم عدد (صهاريج) المياه التي تتوقف عند بيوتها وتجوب شوارعها ليل نهار.. يا معالي الوزير: نحن نقدر الجهد الكبير والملموس الذي تقوم به الدولة لتوفير (الماء الفرات) لكل بيت في أنحاء المملكة، ونقدر (المليارات) التي تنفقها الدولة - أيدها الله - خدمة للمواطن في هذا المجال من أجل سعادته ورفاهيته في ظل (الشح) الرهيب من المياه والذي تعانيه بلادنا ومعظم بلاد العالم..ويا معالي الوزير: نحن أيضا نقدر (خطة) الوزارة الحكيمة للترشيد وعدم الإسراف والتبذير لهذه الثروة الغالية، ونقدر حرصكم الشديد على إسعاد المواطنين في كل مكان، ولكن لا يجب أن يصل هذا (الترشيد) إلى مرحلة (التقتير) ولا إلى قطع المياه عن المنازل في بعض أحياء العاصمة الرياض والتي هي تعد واحدة من كبريات المدن والعواصم العالمية تقدما وحضارية وعصرية!! إنني يا معالي الوزير أحلم كمواطن أن تختفي ظاهرة (الوايتات) وصهاريج نقل الماء من الاحياءوأن ينعم كل بيت وكل مواطن بالماء وأتمنى من كل مواطن أن يقدر هذه الثروة ولا يبعثرها لكي يستفيد منها غيره، وأتمنى أخيراً أن تختفي وإلى الأبد ظاهرة معاناة سكان العاصمة مع الماء. والله من وراء القصد.
|