* الأمم المتحدة - رويترز:
حظي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بترحيب حار غير مألوف في الجمعية العامة التي تضم 191 دولة حين وقف الأعضاء يصفقون له طويلاً يوم الأربعاء بعد أن دعا أعضاء محافظون في الكونجرس الأمريكي إلى استقالته.
وجاء الترحيب الحار وسط أزمة زادها تصعيداً بعض الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي اتهموا عنان بالمسؤولية عن الفساد في برنامج النفط مقابل الغذاء التابع للأمم المتحدة في العراق، والذي كان يشرف عليه مجلس الأمن المكوّن من 15 دولة.
وقال جان بينج مندوب الجابون ورئيس الجمعية العامة بعد التصفيق الذي استمر دقيقة تقريباً: أنا أفسر هذا التصفيق الطويل بأنه تقدير لعملك وتعبير عن الثقة فيك وفي الأعمال التي اضطلعت بها ممسكاً بدفة الأمم المتحدة.
وأضاف.. في عالم صار رهينة للشك والتشوش وفي بعض الأحيان للصدام ظللت دائماً مرجعاً ومصدراً للحكمة والإلهام لملايين الأفراد في شتى أنحاء العالم، وقد هبَّ كثير من القادة الأوروبيين والأفارقة والآسيويين للدفاع عن عنان. وكان الدبلوماسي الأمريكي باتريك كنيدي بين الواقفين في قاعة الجمعية العامة رغم أن البيت الأبيض لم يصدر بياناً يدعم عنان، حيث اضطر المندوب الأمريكي إلى ذلك حتى لا يشكِّل مشهداً شاذاً وسط هذا الإجماع، وقال مسؤول أمريكي إنها مجرد علامة احترام.
وحضر عنان الجلسة لاطلاع الجمعية العامة على تقرير مستقل أعده 16 من الزعماء السابقين والحاليين والدبلوماسيين البارزين بخصوص سبل إصلاح الأمم المتحدة من أجل التصدي للتهديدات العالمية في القرن الحادي والعشرين.
وعرض التقرير الذي يقع في 95 صفحة 101 اقتراح من بينها معايير جديدة للتدخل العسكري وسبل لمكافحة الفقر ومرض نقص المناعة المكتسب (الأيدز) والاضطرابات الاجتماعية والانتشار النووي والإرهاب والجريمة المنظمة.
وانتقد التقرير هيئات تابعة للأمم المتحدة مثل مجلس الأمن ولجنة حقوق الإنسان واقترح أن تقدم المنظمة الدولية مكافآت تقاعد لموظفيها الذين تقدموا في السن نظير تركهم الخدمة. وشدد عنان على اقتراحه بإقامة هيئة تختص بالأمن ترفض الجمعية العامة حتى الآن أن تدعمها بدون خفض كبير في الإنفاق.
واقترح عنان تخصيص 97 مليون دولار للتغييرات الخاصة بالأمن التي تشمل إنشاء 778 وظيفة في شتى أنحاء العالم.
وقال في إشارة إلى تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد الذي أودى بحياة بعض موظفيها في أغسطس 2003: علَّمتنا الأحداث الأخيرة بأشد الطرق إيلاماً مدى ضرورة ذلك، كما أظهرت التحقيقات المستفيضة أن الخسارة التي منينا بها ترجع إلى حد بعيد إلى عيوب في نظامنا الأمني.
وقال عنان محذراً إنه يتعيَّن على المنظمة الدولية أن تتحرك بشأن الإصلاحات المقترحة، أو تقبل إمكانية وجود زيادة كبيرة في الانتشار النووي في المستقبل أو حالات إبادة جماعية، وأضاف هل سنكتفي ثانية بالوقوف متفرجين في سلبية إلى أن يفوت الأوان؟.
|