* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
استشهد ليلة الأربعاء وفجر يوم أمس الخميس خمسة فلسطينيين من مدينة رفح على الحدود المصرية الفلسطينية برصاص وشظايا قذائف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما قام جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء بالضرب المبرح على مرشح الرئاسة الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي على حاجز طيار في منطقة جبع جنين شمال الضفة الغربية، ما أدى إلى إصابته ونقله إلى المستشفى.
ففي مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة استشهد خمسة فلسطينيين على الحدود المصرية الفلسطينية، وهم بحسب مصادر الجزيرة الطبية: وليد مساعد الترابين (24 عاماً)، رشاد عطية أبو سنيمة (23 عاماً)، وإياد سليمان عياض (20 عاماً)، وعبد العاطي سلامة ابو صهيبان (20 عاما) والخامس مجهول الهوية وقد استشهدوا على الفور نتيجة إطلاق القوات الصهيونية المتمركزة في محيط معبر رفح البري النار وقذائف المدفعية عليهم. وزعمت مصادر الاحتلال أن مجموعة فلسطينية مكونة من أربعة أشخاص كانت تزحف باتجاه الحدود الإسرائيلية المصرية، حيث وصلت المجموعة إلى مسافة تبعد 50 متراً عن السياج الحدودي، وعلى ما يبدو بحسب المصادر ذاتها أيضاً فإنهم كانوا ينوون زرع عبوات ناسفة أو تهريب وسائل قتالية، وقام جيش الاحتلال بإطلاق النار عليهم.. فيما استشهد مسن فلسطيني من مدينة غزة متأثراً بجراح كان قد أصيب بها في وقت سابق جراء عمليات القصف الإسرائيلي كما اعلنت مصادر متطابقة ان قائد لجان المقاومة الشعبية جمال ابو سمهدانة اصيب بجروح بصاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية على سيارته بعد ظهر امس في رفح وادى الى جرح فلسطينيين آخرين من مرافقيه.
واعلن ابو عبير المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية لوكالة فرانس برس ان ابو سمهدانة (40 عاما) نجا من الاغتيال الذي نفذته طائرة اسرائيلية بإطلاق صاروخ على سيارته الخاصة وقد اصيب اصابة غير بالغة مع اثنين من مرافقيه.
وفي اعتداء سافر على مسؤول فلسطيني رفيع، قام جنود الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الأربعاء بالاعتداء بالضرب المبرح على مرشح الرئاسة د. مصطفى البرغوثي على حاجز طيار في منطقة جبع جنين شمال الضفة الغربية.
وفي حديث ل(الجزيرة) مع ناشطة في حملته الانتخابية، ثريا عليان، أفادت بأن د. البرغوثي كان في طريقه من مدينة جنين، متجهاً إلى منزله في مدينة رام الله، وقام جنود الاحتلال بتوقيف السيارة التي تنقله على حاجز سانور، وطلب منه الجنود النزول من السيارة، وعندما استفسر البرغوثي عن سبب ذلك، انهال الجنود عليه بالضرب، كما قاموا بالاعتداء على أربعة آخرين من مرافقيه بأعقاب البنادق، من بينهم د. غسان حمدان، ود. علام جرار، ولؤي عرفات، وعندما عرَّفهم البرغوثي بنفسه سخروا منه وشتموه، وقاموا بتقييده هو ومن معه وأجبروهم على الجلوس على الأرض لمدة ساعتين تقريباً، بعدها تم إطلاق سراحهم.
وأفادت عليان: أنه تم نقل البرغوثي إلى مستشفى الشيخ زايد في مدينة رام الله، حيث إنه بحاجة ماسة إلى تلقي العلاج وإجراء الفحوصات الطبية نتيجة للاعتداء السافر الهمجي.
كما أفادت عليان أن البرغوثي كان قد تعرض إلى الاعتداء أيضاً في الخليل ومنعه جنود الاحتلال من دخول البلدة القديمة، كما منع أيضاً من الدخول إلى قطاع غزة.
وأضافت أن التوقيف والتأخير على الحواجز وعدم السماح للبرغوثي بعبور الحواجز يعرقل نشاطه ويسيء إلى حملته الانتخابية.
وفي موضوع ذي صلة بالحواجز العسكرية الإسرائيلية، علمت (الجزيرة) أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقامت يوم الأربعاء ستة حواجز احتلالية ثابتة حول مدينة نابلس بالضفة الغربية، على مسافة لا تزيد عن أربعة كيلو مترات، إضافة إلى حاجز حوارة الدائم ومنعت مرور آلاف المواطنين بعد احتجازهم لساعات طويلة، وقد منع عدد كبير من المواطنين بينهم العشرات من النساء والأطفال والرضع والمسنين من المرور، وقد اضطروا للوقوف تحت المطر والرياح الباردة.
هذا وفي محاولة لتجميل صورتها أمام الرأي العام العالمي، عقب الكشف عن قسوتها في معاملتها مع المواطنين الفلسطينيين على الحواجز العسكرية، تخطّط وزارة الأمن الإسرائيلية إلى تغيير جنودها المتمركزين في الحواجز إلى عسكريين من الوزارة، لكنهم سيكونون بلباس مدني!
وبحسب التقارير الإسرائيلية: فإنه وفي محاولة لتقليص الاحتكاك بين جنود الاحتلال والمواطنين الفلسطينيين بدأت وزارة الأمن الإسرائيلية بتشكيل وحدة تتلقى مسؤولية تفعيل الحواجز بين الأراضي الفلسطينية والداخل الفلسطيني، بحيث إن الفكرة هي ألا يدير الجنود الحواجز، بل مدنيّون من موظفي هذه الوزارة، حسبما نشر.
وكانت سلطات الاحتلال قد زرعت أكثر من (2600 حاجز ونقطة عسكرية) على مداخل المدن والقرى الفلسطينية من بداية انتفاضة الأقصى في محاولة منها للتضييق على الشعب الفلسطيني ومحاصرته داخل كانتونات مغلقة، ومن أجل كسر إرادة المواطن الفلسطيني، الأمر الذي أدّى إلى إجبار الفلسطينيين على المرور من خلال هذه الحواجز رغماً عنهم، ومن لا يريد، فعليه أن يسلك طريقاً وعرةً إن وُجِد، فهو البديل الخطير الذي يسلكه للوصول إلى المكان المقصود، فلقد أوجدت تل أبيب من تلك الحواجز مصائد للموت والاعتقال والإهانة وعرقلة كافة أمور الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني.
وفي هذا السياق، ناشد اتحاد لجان الرعاية الصحية في قطاع غزة، في بيان وصل مكتب (الجزيرة) نسخة منه، ناشد: المؤسسات الحكومية والهيئات الإنسانية الدولية التدخل لدى سلطات الاحتلال للسماح بإدخال كميات كبيرة من حليب الأطفال المحتجزة على معبر المنطار وفي الموانئ الإسرائيلية منذ مدة طويلة ولا تسمح بإدخالها.
وقال الاتحاد في بيانه: أن قطاع غزة بدأ يعاني من شح ونقص كبير في حليب الأطفال بأنواعه المختلفة والمستوردة من الخارج بسبب القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال على المعابر والموانئ، معبراً عن قلقه للآثار السلبية التي ستنجم عن ذلك، وخاصة أن الأطفال في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية وفقر الدم بنسبة كبيرة وصلت حسب الدراسات إلى 42%. وقال البيان: إن عدم سماح سلطات الاحتلال بإدخال حليب الأطفال المستورد يفاقم من هذه المشكلة ويساهم في زيادة أمراض سوء التغذية وفقر الدم وخاصة لدى الأطفال الرضع.
|