* بغداد - د. حميد عبد الله:
روى أستاذ في جامعة بغداد جانباً مما تعرض له من اعتداءات وإساءات واستجوابات على أيدي الجنود الأمريكان خلال فترة بقائه في السجون الأمريكية لمدة 20 يوما! وقال الأستاذ الدكتور قحطان الحمداني أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد في حديث خاص ل(الجزيرة): إن القوات الأمريكية اعتقلته هو وولده محمد وأولاد أخته محمد وأمجد وفراس بنحو عشوائي وبدون سبب معروف وسرقوا جميع الحاجيات والوثائق الشخصية التي كانت بحوزته ولم يعيدوها له حتى هذه اللحظة ! موضحاً أنه كان في زيارة لأهله في مدينة تلعفر عندما داهمتهم القوات الأمريكية واعتقلتهم وسط سيل من الضرب والشتائم والإهانات وفي اليوم التالي جيء ب12 شخصاً مكبلين ومن بينهم صبي في الرابعة عشرة من العمر وكان اعتقالهم عشوائياً أيضاً.
وأوضح الدكتور الحمداني أن الجنود الأمريكان وضعوهم في زنزانات انفرادية مساحة الزنازنة الواحدة متر مربع واحد مؤكداً أن أرجل الجنود الأمريكان كانت تتدلى فوق رؤوس المعتقلين وبرغم ان الحمداني قد أخبرهم أنه بروفيسور في العلوم السياسية وأستاذ جامعي معروف إلا أنهم لم يأبهوا بذلك ولم يعيروا أي اهتمام لعنوانه الأكاديمي أو موقعه العلمي.
وأفاد الدكتور الحمداني أن المحققين الأمريكان استخدموا وسائل ترهيب مختلفة ضد ابنه محمد (16 عاماً) حيث هددوه بإبقائه بالسجن مدى الحياة ثم احضروا كيبلاً كهربائياً وقالوا له إننا نمتلك صلاحية لقتلك بهذا الكيبل إذا لم تعترف على الإرهابيين في مدينة تلعفر وعن علاقتك بهم.
وعن طبيعة الاستجواب الذي أجراه معه المحققون الأمريكان أوضح الحمداني أنهم سألوه ما إذا كان يمول الإرهاب كونه كان يعمل في إحدى الجامعات اليمنية وربما يكون قد جمع شيئاً من المال ينفقه على المقاومة ثم سألوه عن رأي الشعب اليمني في الاحتلال وهل يتعاطف اليمنيون مع المقاومة وبعد ذلك سألوه عن رأيه بالاحتلال وحين أجابهم انه ضد الاحتلال لكنه يقاوم المحتلين مقاومة سلمية سألوه باستغراب لماذا ؟ لماذا تقاومون الاحتلال وماذا تريدون منا؟ فسألهم الحمداني ألم يقاتل الأمريكان الإنكليز قبل أكثر من مائتي عام من أجل تحرير بلادهم ؟ فأجابوه نعم ومازلنا نحتفل سنوياً بذكرى الاستقلال؟ فقال لهم إذن من حقنا أن نقاتلكم ونخرجكم من بلادنا فسألوه إذا خرجنا ألم تحدث حرب أهلية في العراق فأجابهم لا لن تحدث لأن السنة والشيعة يعيشون بسلام في بلدهم منذ مئات السنين ولم تحدث بينهم حرب أهلية ثم سألوه: وإذا انسحب الجيش الأمريكي ماذا سيكون مصير من جاء معنا من السياسيين وقادة الأحزاب ؟ فأجابهم الحمداني ساخراً ان عشائرهم ستتولى حمايتهم من الانتقام الذي قد يتعرضون له من قبل العراقيين.
يذكر ان الدكتور قحطان الحمداني قد اعتقل في يوم 27-8- 2004 ومكث في المعتقلات 20 يوماً أما ابنه محمد بقي 48 يوماً أما أولاد أخته الثلاثة فمازالوا حتى هذه اللحظة في سجن أم قصر من غير أن توجه لهم تهمة واضحة.
|