Friday 10th December,200411761العددالجمعة 28 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

مصر السابق في إسرائيل: تحسن العلاقات دفعة لعملية السلام مصر السابق في إسرائيل: تحسن العلاقات دفعة لعملية السلام
إطلاق عزام عزام هل يضع العلاقات المصرية الإسرائيلية على مسار جديد؟

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - ريم الحسيني - عتمان أنور - علي البلهاسي
رغم برودة الطقس التي تسري في أوصال القاهرة وعلى عكس اكثر من 20 سنة مضت من البرودة التي كانت تسري في أوصال العلاقات المصرية الإسرائيلية هبت موجة مغايرة على العلاقات السياسية بين مصر وإسرائيل وذلك على اثر إطلاق مصر للجاسوس الإسرائيلي عزام عزام وإطلاق إسرائيل للطلبة الستة المصريين في عملية اتخذت شكل الصفقة وان كانت السلطات الرسمية بمصر نفت كونها صفقة.
وقد أثار إطلاق سراح الجاسوس عزام عزام ردود أفعال استنكارية وجدلاً سياسياً وقانونياً داخل مصر حيث اعتبره البعض تفريطاً في مواقف مصرية كانت ثابتة دائمة حيال عزام فيما اعتبر آخرون أن مصر لم تستثمر ورقة عزام كما يجب.. إذن فما دلالات الإفراج عن عزام عزام وما تأثيره على مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية وعملية السلام حول هذه التساؤلات.. استطلعت (الجزيرة) آراء نخبة من المحللين والمفكرين السياسيين..
دفعة لعملية السلام
يقول السفير محمد بسيوني مساعد وزير الخارجية المصري وسفير مصر السابق في إسرائيل أن هناك تحسناً في العلاقات بين مصر وإسرائيل خاصة بعد أن أغلقت القاهرة وتل أبيب عدداً من الملفات الساخنة فيما بينهما على أمل حدوث تنسيق اكبر في ملف عملية السلام التي تواجه صعوبات كبيرة منذ وصول شارون لرئاسة الحكومة الإسرائيلية وهناك مزيد من التعاون بين الجانبين المصري والإسرائيلي في المرحلة الحالية خصوصاً فيما يتعلق بالتمهيد للانتخابات الفلسطينية وهذا يمهد لمزيد من خطوات التقارب ولكن ذلك مرهون بإحراز إسرائيل بعض التقدم في العملية السلمية واتخاذ حكومة شارون لبعض الخطوات الإيجابية التي من شأنها أن تسهل عملية الانتخابات الفلسطينية.
وحول إمكانية عودة السفير المصري إلى تل أبيب يقول السفير محمد بسيوني إن وجود سفير لمصر في تل أبيب حالياً أمر مهم للغاية للتعبير عن وجهة النظر المصرية يومياً وأشار بسيوني إلى أن الظروف التي سحبت فيها مصر سفيرها من إسرائيل في نوفمبر عام 2000 قد انتهت والاهم الآن هو تهيئة المناخ السياسي للانتخابات الفلسطينية وممارسة الضغوط الدبلوماسية لتتوقف إسرائيل عن تصرفاتها العدوانية وتسحب جنودها من المدن والقرى الفلسطينية وتعود إلى طاولة المفاوضات وأكد بسيوني أن مصر سترسل سفيراً لها إلى إسرائيل عاجلاً أو آجلاً وقال إن التطورات الأخيرة للأحداث تفرض وجود سفير لمصر في تل أبيب خاصة والمرحلة المقبلة ستشهد دوراً محورياً لمصر في عملية السلام والوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهذه المرحلة الحساسة في تاريخ القضية الفلسطينية تحتاج إلى تنسيق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ومصر تقوم حالياً بدور كبير بشأن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة المقرر في 2005 طبقاً لخطة فك الارتباط التي وضعها شارون ولا شك أن وجود سفير لمصر في تل أبيب سيسهل من مهمة تفعيل الدور ويعطي دفعة لعملية السلام.
صفقة خاسرة
الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت مسلم يرى بداية أن الصفقة خاسرة وان الأجواء السائدة حالياً سرعان ما تزول لأن الممارسات الإسرائيلية من الصعب بل من المستحيل أن تتأقلم مع أجواء السلام والأمن فإسرائيل ستشعر دائماً أنها مهددة وتبحث عن الأمن الذي يحقق صالحها وحسب ويضيف مسلم رغم أن حادث إطلاق سراح عزام عزام جاء بعد عدة أحداث وضعت العلاقة المصرية الإسرائيلية في مأزق صعب منها أحداث انفجارات التي شهدتها طابا ومقتل السياح الإسرائيليين وبعدها حادث استشهاد الجنود الثلاثة المصريين بنيران دبابة إسرائيلية.
وقد ساد جو من التوتر بين البلدين إلا أن صفقة عزام جاءت لتغطي على كل هذه الأحداث وتزيل توتر الحادث بل إن الحديث الآن عن انفراجة واسعة في العلاقات إلا أنني أرى أن هذه عودة مؤقتة ولا أجد مبرراً لإطلاق عزام لان سلوك إسرائيل يزداد عدوانية.
كما أن هناك فارقاً كبيراً بين قضية عزام والطلبة المصريين وهذه صفقة غير متكافئة على الأقل وكان بالإمكان لجوء مصر لأساليب أخرى للإفراج عن الطلبة المصريين.
بوادر إيجابية
ويقول الدكتور عماد جاد خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن عملية تبادل السجناء التي تمت بين مصر وإسرائيل والإفراج عن عزام عزام والطلبة المصريين الستة تمثل انفراجة تاريخية في العلاقات بين البلدين منذ توقيع معاهدة السلام بينهما عام 1979 ولا شك أن هذه العملية ستسهم في تعزيز العلاقات بين مصر وإسرائيل رغم كل التكهنات التي أثيرت في مصر حول وجود صفقة تمت بين الجانبين لإطلاق سراح عزام عزام.
وأضاف أن المسؤولين في مصر الآن ينتظرون أن تكون عملية الإفراج مقدمة لسلسلة خطوات تتخذها إسرائيل لخلق مناخ إيجابي على صعيد العلاقات الثنائية وتحقيق الاستقرار في المنطقة خاصة وان عملية تبادل السجناء تمت في ظل مناخ إيجابي للعلاقات بين البلدين بعد فترة من التوتر أعقبت مقتل ثلاثة من الجنود المصريين بنيران إسرائيلية على الحدود وهذا المناخ الإيجابي بدأ في الظهور بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط واللواء عمر سليمان إلى إسرائيل والتي أسفرت عن تفاهمات سواء في مسألة القضية الفلسطينية والانتخابات لرئاسة السلطة أو فيما يتعلق بترتيبات الدور المصري في إطار خطة شارون لفك الارتباط والانسحاب من غزة وكذلك فيما يتعلق بمسألة الطلاب المصريين الستة هذا إلى جانب إشادة تل أبيب بتحسن العلاقات الإسرائيلية المصرية بعد التصريحات الإيجابية التي أدلى بها الرئيس مبارك مؤخراً بشأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون وأكد جاد أن القاهرة بإطلاقها سراح عزام عزام أبدت حسن نواياها لتحسين العلاقات وتهيئة الأجواء من اجل قيام إسرائيل بمزيد من الخطوات الإيجابية لدفع عملية السلام وقد أكد ذلك وزير الخارجية المصري الذي طالب إسرائيل بأن تكون عملية الإفراج مقدمة لسلسة خطوات تتخذها حكومة شارون لخلق مناخ إيجابي على صعيد العلاقات الثنائية وتحقيق الاستقرار في المنطقة وعلى رأس هذه الخطوات تسهيل عملية الانتخابات الفلسطينية والإفراج تباعاً عن عدد من السجناء الفلسطينيين وتسهيل سفر رجال الأمن الفلسطينيين لمصر للتدريب في إطار خطة الانسحاب من غزة وتخفيف إجراءات إصدار تصاريح السفر للفلسطينيين تدريجياً. ولم يستبعد د. جاد أن يؤدي التقارب بين مصر وإسرائيل إلى عودة السفير المصري إلى تل أبيب قائلاً: إن هناك اتجاهاً لدى البلدين لإنهاء الخلافات وتعزيز العلاقات وتنسيق المواقف للتعامل مع متطلبات المرحلة القادمة بشأن عملية السلام بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة بعد غياب الرئيس عرفات.
وأضاف أن هذا التقارب المصري مع إسرائيل يعزز دور مصر في عملية السلام ويدعم موقفها لدى الإدارة الأمريكية في حين أن الإفراج عن عزام عزام وتقارب تل أبيب مع القاهرة هي بلا شك نقاط إيجابية في صالح شارون الذي يواجه أزمة داخلية عنيفة في حكومته.
ويوضح الدكتور نبيل حلمي أستاذ القانون الدولي أن الجدل القانوني الدائر حول إطلاق عزام عزام بقوله إن الإفراج عن عزام عزام من الناحية القانونية جاء بعد قضائه نصف المدة المقررة عليه وانه ينطبق عليه في هذه الحالة العفو الرئاسي لأن عزام يعد معتقلاً جنائياً وليس سياسياً وفرق الدكتور نبيل حلمي بين السجين السياسي والسجين الجنائي بقوله إن عزام ليس سجين رأي فليس له رأي سياسي ولكن يعد سجيناً جنائياً ينطبق عليه العفو.
وأضاف حلمي أن إطلاق سراح عزام يأتي كبادرة مصرية على مواصلة عملية السلام ويجب ألا يقابلها تعنت إسرائيلي فمصر تنطلق من مكانتها في المنطقة وتسعى لتحقيق السلام خاصة على المسار الفلسطيني حيث توجد على الساحة الفلسطينية تحديات صعبة كبيرة أولها الانتخابات الفلسطينية والحدود الأمنية وكافة القضايا المتعلقة بهذا الشأن والتي قام وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان بالتباحث بشأنها في زيارتهم الأخيرة لتل أبيب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved