Friday 10th December,200411761العددالجمعة 28 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

قصة قصيرة قصة قصيرة
وانتهى الانتظار..
وصايف إبراهيم الخويطر

انتظار.. عشت باقي عمري بانتظارها.. وأحيانا أنسى ما المفترض أن أعمله بأيامي.. فأتذكر انه الانتظار.. وأتساءل هل أنا بانتظار المجهول.. أم صديقة عزيزة لطالما عرفتها وفهمتها..؟
تحزنني الذكرى ويبكيني الألم.. ولا أدري إلام العيش وحدي وهي بعيدة.. ولا أدري متى يرتاح قلبي وأحيا هانئة.. دون انتظار!.. فمنذ رحيلها بدأت مشوارا طويلا.. كبحر حالك وبلا قرار.. ومع أن جرح فراقها المفاجئ كان عميقا.. بيد أنني تعلمت منها دروسا لن أنساها.. فتعلمت النسيان.. وقسوة القلب.. خاصة مع من أحببتهم.. ورحلوا عني قاصدين الهجر.
ولكنني فتحت الباب يوما.. في ليل ممطر كئيب.. لأراها واقفة.. ومددت يدها طالبة السماح والرجوع لوعودنا وأحلامنا المشتركة.. وفي عينيها خوف ورعب من الليل الذي سلكت طريقه.. فغزتني الدموع.. وشل لساني.. وما وسعني إلا أن اذكر.. كم مررت أنا من هذا الطريق الممطر.. ولم أجدها لتفتح لي الباب.. حتى كرهت الانتظار ورجعت أدراجي.. لتأتيني بعد عام من رحيلها.. تصف لي شعورها بالشوق والحنين..؟ وتطلب مني الرجوع كما كنت.. ذلك القلب الطيب.. الذي يراعي هفواتها وينساها..؟
متأسفة.. فقلب علمته النسيان.. والجحود والنكران.. من الصعب عليه تذكرك.. أو الرجوع لسابق عهده.. ولنبقى على ما كنا.. بعداء ولا نتطلع للقاء.. لأن اكبر جرح في الصداقة.. هو التخلي والتنكر.. وأكبر إهانة لها.. أن يأتيك شعور بأنك احتياط.. أو على الهامش.. يلجأ الناس له متى ما أرادوا.
صعب عليّ الرجوع.. وأسهل منه الفراق.. وليكن اصعب الدروس التي مرت عليك في تاريخ صداقاتك.. وآخرها.. فلعل وعسى تتوقفون عن أخذ الدروس.. وتبدؤون بتطبيقها.. فقد مررتم بكل أساتذة الكون.. ولا زلتم طلابا.. طلاب كل همهم الأخذ.. ولا يعرفون كيفية للعطاء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved