صبي يتصدى للشمس بيديه..
يمنعها أن تحرق وجنتيه.. وتزيد وجهه إحراقاً!!
يدور بين أكوام السيارات لا يبالي بزعيقها..
لا يهتم بنظرات الحنق التي تلبسها عيونهم ليبادرها:
- هل تريد منديلاً؟!
يدور ويدور.. ويديه يرهقهما حمل المناديل..
في حرارة الشمس أراد أن يجفف عرقهم!
أكوام المناديل بين يديه والشمس الساخنة
أذابته ولم يعانق منديل منها جبينه ووجنتيه!!
يعاتب الشمس..
ألا يكفي أن تحتمل حرارتك قدمي؟!
لم تزيدين حقداً عليّ؟! لتصفعيني في وجهي
وتبدلين لوني ألوانا!
كم أتمنى أن أحمل مظلة كهذا - ويشير بإصبعه
على رجل يحملها - حتى لا تريني ولا ترسلين عليّ
نارك.. وأحمي مناديلي منك حتى لا تتلفينها
وتغيرين لونها كألواني.. ثم لا يقبل بها أحد!
كفاكِ يا شمس الظهيرة حرقاً؟!
حتى أعمدة الإشارة ساخنة مثلك..
أأوشيتي لها؟ أم تكرهني مثلك؟
آه يا شمس الظهيرة..
أصحاب السيارات وجوههم مكفهرة!!
لا يحبون أن أقترب منهم
وأناولهم منديلا يجفف عرقهم ويزين سياراتهم..؟!
حتى سياراتهم تحرق يدي حين ألمسها..
يا شمس الظهيرة..
هل تكرهني - سياراتهم - كذلك..؟
أم أنت من حولها إلى جمر يحرق من يلمسه؟!
يا شمس الظهيرة..
أحبك رغم نارك وحرائقك!
أحبك لأنك صديقة لا تملني
مثل مناديلي البائسة..
وتذكري.. أني أحبك كثيراً لأنني
أخاف الليل الأسود!!
أحبك وقبلاتك التي تلسع كل
أجزاء جسدي لأن القبلات
ستذهب أما أنت ستبقين صديقة
لا تبرح السماء..
وتريحني من كوابيس ليل ما هو إلا عناء!!
(وهج الأمل) |