كلما ارتعشت أوروبا برداً.. تنادت (الأوبيك)
لتدفئة الشتاء الغربي القارس!
إنها ضرب من (العولمة) في معناها البسيط، فارتعاش جزء من الأرض يتطلب (فزعة) الجزء الآخر لتدفئته قبل أن يعطب وتتيبس مفاصله!
ذات المعادلة بدأت تأخذ منحى أكثر عمقاً، فما حدث في أوكرانيا من تداعيات لانتخاباتها ورفض بعض قطاعات المجتمع الدولي لنتيجتها.. كان من قبيل (العولمة) أيضاً!
نعم.. العالم اليوم بدأ يبلع قناعاته بما كان يسميه (الشأن الداخلي)، وأخذت الدول تدس أنفها في كل صغيرة أو كبيرة تدور في أي مكان.. فالمفهوم الحديث أكد ما عرفه العرب منذ قرون بأن معظم النار من مستصغر الشرر!!
المصيبة أن هواجس الأمن والمصالح طغت على هواجس أخرى كانت أحرى باهتمام العولمة!
فالايدز الذي يحصد الأفارقة بشكل شرس لا يجد أي اهتمام (عولمي)، وهذا يحدث رغم أن الخطر لا يستثني أحداً غرباً أو شرقاً إذا خرج عن السيطرة!!
ومعاقل الفقر في العالم الثالث لا تجد اليد التي تنتشلها، وهذا يحدث على الرغم من أن اتساع الهوة واشتداد الفقر يعني عدم القدرة على الاستهلاك، وتلك مصيبة ستعود سلباً على أهل الإنتاج الغربي المتكدس والباحث عن تسويق!!
آخر الأخبار تقول إن أنفلونزا الطيور قد تسحق الملايين خلال الأعوام القليلة القادمة إذا استمرت الغفلة عن إنتاج لقاح مضاد لها خلال الفترة القريبة القادمة!
العولمة (مفهوم) لا يقبل التجزئة.. لكن المفارقة فاضحة بين وضوح المفهوم وغياب الأفهام!!
|