بدلا من دعم ومساندة وزير التربية والتعليم، انبرى البعض لمهاجمة قراراته الحاسمة والحازمة في قصر تعيين المعلمين الجدد على حملة البكالوريوس كحد أدنى في مختلف التخصصات، ووقوفه أمام محاولات الكثيرين للتأثير في قرار اختيار مدرسي اللغة الإنجليزية وقبول حملة الدبلومات والدورات القصيرة تعاطفاً معهم في بحثهم عن وظائف وتأمين لقمة العيش.
إننا قبل أن نجادل وزارة التربية ونطالبها بتوظيف أبناء الوطن، لا بد أن نساندها في بحثها عن الأفضل لتدريس طلابها وإصرارها على معايير محددة لكل قادم جديد لدخول ميدان التربية والتعليم.
وأعتقد أن المطالبة العقلانية هي مطالبة الوزارة بإبعاد العشرات، بل وربما المئات من معلميها حالياً الذين لم يعد خافياً على أحد عدم ملاءمتهم لممارسة هذا العمل الهام والشاق والحساس، والذين تمَّ قبولهم للعمل في وزارة التربية والتعليم في أزمان مضت، ووفق رؤى لم تعد مناسبة الآن.
أما أن ينبري الكثيرون لمطالبتها بغض الطرف عن شروط محددة لاختيار مدرسيها، وإدخال أعداد جديدة من غير المناسبين للعمل التعليمي.. فهذا ما يجب أن نقف ضده جميعاً حفاظاً على فلذات أكبادنا ودعم مسيرتنا التعليمية بكل خطواتها التطويرية والتصحيحية.
أما المطالِبون بتأمين وظائف ومصدر رزق لهؤلاء الشباب غير المؤهلين للتعليم، فنحن ندعمهم ونقف معهم إنسانياً بكل ما نملك ولكن في ميادين أخرى غير ميادين التربية والتعليم.. فهذه الوزارة ليست ضماناً اجتماعياً ولا جمعية خيرية ننتظر منها توظيف فلان، أو تعويض علان عن خسائره وما دفعه مقابل دورة أو برنامج التحق به بطوعه واختياره.
|